مقابلة مع المخرج جيم جارموش 2016




         السيد جارموش، لقد عِشت في نيويورك لما يزيد عن أربعين سنة. هل تعتبر نفسك نيو يوركي؟

-         جارموش: لقد عِشتُ هناك لوقت طويل، لكن لا أعتبر نفسي نيويوركي. في الأصل أنا من أركون، اوهايو، المحادة لميشيغان. كلما قال أحدهم أني نيويوركي، انزعج. وقد عشتُ أيضًا في برلين. وأحب طوكيو، إنها مختلفة وجميلة. أحبُ باريس في أوقات الربيع. وأحب روما، أه أحب المُدن! أفكر في المُدن كما لو أنهن عشيقاتي.
-          
        المدن وكأنهن عشيقاتك؟

-         جارموش: نعم، كُنّْ لِي مثل عشيقات جميلات. وما زلن. لكن لو لم تكن لي عائلة أو أصدقاء، وأردت الذهاب بعيدًا عن العالم، سوف أذهب إلى طنجة في المغرب. أحب أن أبقى في مدينة ذات ثقافة لا تعتمد على الكحول، إنما الحشيش. للمدينة إحساس حافل بالموسيقى والثقافة. أشعر بخير هناك. أحب أن اختفى هناك. لكنك تعلم، سوف أذهب إلى مدينة ميكسكو في وقت لاحق من هذا العام. ولم يسبق أنّ كنت هناك لكن كل أصدقائي قالوا: " جيم، كلنا خائفين بأنك لمجرد أنّ تصل لميكسكو، لن تعود أبدًا." (ضحكات) لذا، أنا متشوق جدًا للذهاب إليها. 

        ما الدور الذي لعبته السينما في نشأتك أثناء تواجدك في أركون؟

-         جارموش: في أوهايو، كُنت قد شاهدتُ فيلم " Attack of the giant crab monsters" وبعض من هذه الأفلام. والذي أحببتها، لكن ليس قبل أنّ أذهب للعيش في باريس وأنا في العشرون من عمري حين كبر حبي للسينما. كُنت طالب مُبادلة هناك لمدة التسعة شهور ولم أبلي جيدًا لأنني كنت في سينما باريس كل يوم! كنت أبقى في دور العرض ما بين العروض، وأشاهد الأفلام من الهندي إلي الياباني إلى أفلام هوليود وحتى الأفلام التي لم أعرف حتى بوجودهم. كُنت قد اكتشفت إدوارد دميتريك، وياسوجيرو أوزو، وكنجي ميزوغوشي، والموجة البرازيلية الجديدة.. واو! لم أعرف أنّ كل هذا موجود في السينما.. حلق عقلي بعيدًا ولم يتوقف منذ ذلك الحين..

         هل تعتقد أنّ السينما الحديثة ما زلت شاعرية مِثل فيلم " قصة طوكيو" لـأوزو، للمثال؟

-         جارموش: لقد شاهدتُ أفلامًا شاعرية مُذهله! وهذا النوع من الأفلام الذي أشاهده من كل مكان، ومن كل فِئات الأفلام. لكني لستُ السيد "أتبع ما يتبعه الجميع." مشكلة استيديو هات هوليود إنها جبانة للغاية.

          كيف ذلك؟

-         جارموش: إنهم يخافون من أي شيء حِين لا يستطيعون تقدير الديموغرافي! مِثلما حين يقرون: " إنها تقرأ مِثل فيلم the graduate، لكنها يجب أن تكون أكثر مِثل فيلم love story." ولِما لا يجب أنّ تكون مثل نفسها لا غير؟ ما الذي يخفون منه؟ ولهذا هم يحفرون قبورهم الخاصة بأنفسهم حين تأتيهم أية فرصة لتجربة نوع مختلف من أنواع الابتكار. إنه معجزة لو ظهر أي ابتكار جديد من مثل هذه الأستديو هات، لأنهم خائفين من أي شيء لا يعرفون كيف سوف يقومون بتسويقه. إنهم يخافون من القيام بأي عمل فني.. لكن ربما وجب عليهم الخوف، لأنها في النهاية صفقة عمل. وكان عندي وساوس كبيرة جدًا، جدًا جدًا حِيال ذلك.

         لكن استيديوهات الأمازون، هو الذي أنتج أخر فيلمين لك، هل هذه أيضًا صفقة عمل؟

-         جارموش: صحيح، لكن كلها صفقات عمل. وكيلي الفرنسي هو صفقة عمل أيضًا، لكنه أيضًا مهووس بالسينما.. لهذا لو ذكرت أسم لأحد أفلام " دزيغا فرتوف" له، فسوف يعرف مباشرة عمن أتكلم. ولكن لو ذكرتُ "دزيغا فرتوف" لأحدًا من استيديو هات هوليود، فسوف يقولون، " هل هي عارضة أزياء روسية؟" إنهم حقًا لا يعرفون شيء عن الأفلام.. وقد قال لي سام فولير ذات مرة: " هؤلاء الناس في لوس أنجلس، كانوا يديرون مصانع لصنع الملابس الداخلية، والأن هم يقولون لنا كيف نصنع الأفلام." أي نوع من التفاهات هذا؟ لكن علاقتي مع الأمازون كانت بالفعل جيدة.

         وفقًا لما قلت، رغم كل شيء، لا شك في أنك كنت متردد جدًا؟

-         جارموش: رغبتي الأولى هي أنني أردت أن تظهر أفلام في دور العرض. بعض الشركات الأخرى تعرض مباشرة.. ولم أكنّ أريد أن أصنع فيلم يوضع على الفيديو مباشرة حسب الطلبات. كانت لي معهم محادثات أولى حول ذلك، وقد أصغوا. علاقة العمل التي جمعتنا مختلفة جدًا لأن المشاهد اختلفت. لا أخد جزء من نفس الأشياء كما كنت أفعل، لكن لذي سيطرة فنية كاملة.

         هل كان من الصعب عليك أنّ تدرك تِلك الرؤية الفنية؟

-         جارموش: حسنًا، إنه يصبح أصعب وأصعب الحصول على تمويل للأفلام وأصعب للحصول على صفقة جيدة.. لذيّ صفقات قليلة. أنا مستقل ولذي نفقات مختلفة. وقد جمعتُ البعض من النقود عبر السنوات، والأنّ كلها تصرف لأنني أنفق على أفلامي بنفسي.. ولا أحد سيفعل ذلك من أجلي.

        هل لهذا السبب تقف أحيانًا مع مخرجين أخرين، تضع أسمك على بعض الأفلام التي تحتاج إلى الدعم؟

-         جارموش: علاقتي بهم هي، إذ كانوا يصنعون فيلمًا مثير للاهتمام، حيث يمكن لأسمي أن يساعد، فأنا سأكون سعيد بفعل ذلك. لكن دومًا أقول لهم: لا تأتني من أجل نصيحة لفيلمك. فأنا لن أعطيك أي ملاحظات أو اشترك في تحريره. سوف أعطيك أسمي حتى تصنع فيلمك. وقد فعلتُ ذلك مع أفلام قليلة. أريد حماية بعض صُناع الأفلام حتى يخلقوا أعمالهم ولا يبقون عالقين ويقال لهم ما يجب عليهم فعله. لكن في نفس الوقت، إنه صعب بالنسبة لي لأني ماديًا لا أستطيع حتى دعم أعمالي الخاصة بشكل جيد. لكنه أمر لطيف.

         وأنت لا تستطيع أن توفر مكان للتقاعد بعد الأن؟

-         جارموش: ربما لا. فقد سأحفر حفرة لنفسي. (ضحكات) لقد بدأتُ العمل على فيلم Gimme Danger منذ حوالي ثماني سنوات مضت. وقد صرفتُ ما يُقارب الأربعين ألف دولار من نقودي الخاصة قبل أن أدرك أنه لم يعد بوسعي دفع نفقات الايجار، ما الذي فعلته؟ لذا توقفت وقد جهرتُ لفيلم Only lovers left Alive. وبعدها حصلتُ على تمويل لفيلم Gimme Danger وعدتُ للعمل عليه مرة أخرى في الوقت الذي كُنت أعمل على تحرير فيلم only lovers left alive، وبعدها توقفت للعمل على فيلم Paterson واستمرتُ في تحرير كلا الفيلمان في وقت واحد. كُنت أذهب من lower east side في نيويورك ومن غرفة تحرير Gimme danger، وأذهب حتى الthe west side وأعمل ماتبقى من اليوم على Paterson.

       وهل كانت تستحق كل العناء في النهاية؟

-         جارموش: أنا فخور جدًا بهذا الفيلم. فرقة the stooges واحدة من أعظم فرق الروك أن رول، إذ لم تكن الأفضل على الإطلاق. أحبهم بعمق. والفيلم ليس وثائقي، إنه أقرب إلى رسالة عشقي لهم. حين كُنت مراهق، كان أعظم الملهمين لنا هم MC 5، وthe stooges وthe velvet underground. هؤلاء كانوا فرقنا. لم نكن نحب Crosby، وstills، وNash، على الأقل أنا وأصدقائي لم نكن كذلك. وهذا ما حاكانا. وبسبب هذا، كان Iggy- كنا أصدقاء لوقت طويل، وقد قال لي، " يا رجل، لو وجب على أحد أن يصنع فيلم حول the stooges، يجب أنّ يكون أنت." وقد قلتُ، " هل تطلب مني أن أصنع فيلم عنهم؟ لأني سوف أبدأ بهذا غدًا." وقد فعلتُ.

نشرت هذه المقابلة عبر موقع مجلة the talks 
مقابلة مع المخرج جيم جارموش 2016 مقابلة مع المخرج جيم جارموش 2016 Reviewed by Roya on 5:42 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.