مقابلة مع كوينتن تارانتينو 2013





     السيد تارانتينو، بالحكم على أفلامك عليّا سؤالك: هل أنت مهووس بأقدام النساء؟

 تارانتينو: لستُ خجلًا من الاعتراف بذلك. وإن كان عليك التفكير في المخرجين الذين اتهموا بنفس هذا الولع بالأقدام، بالطبع سيكون علينا أن نذكر ألفرد هيتشكوك، وأيضًا بونويل، وصامويل فولر-إنهم رفقة جيدة من المخرجين. ويجدر القول إنهم كانوا صُناع أفلام جيدين لأنهم عرفوا أين يضعوا الكاميرا. ولكن أعتقد بأن السيقان والمؤخرات حصلوا أيضًا على وقت متماثل في الأفلام.

        مِثل ما فعل العُنف؟

تارانتينو: أنا فقط أحكي قصصي وأقوم بالأشياء التي أحبها. أحبُ التعامل مع الأنواع المختلفة والاقتحام داخل الانواع الفرعية. وأنواع الأفلام التي كُنت اتعامل معها مثيرة للمحتويات العنيفة-مِثل أفلام الجريمة، وأفلام الكونغ فو، وأفلام الساموراي، والأفلام المرعبة، وأفلام مطاردات السيارات-لهذا فأن القصص تقود بنفسها نحو تلك الأنواع بشكل طبيعي.. وحين يتعلق الأمر بالسينما التشويقية فأن هذه الأنواع تقود بنفسها إلى سينما العُنف وتوقيف القلب. وأحبُ ذلك. لكن في حالة فيلم جاكي بروان، إنه ليس العنف، وإنما كان كله حوّل الشخصية لا غير.

        وما هي وصفتك لكتابة مِثل هذه الشخصيات الجذابة؟

تارانتينو: هذه ليست إجابة طريفة بأي شكل من الأشكال، لكنّ: أنا كاتِب. هذا ما أفعله. وهذا هو عمل الكاتِب ليس فقط الكِتابة عنّ ذاته ولكن لينظر إلى باقية الجنس البشري ويكتشفها-الطريقة التي يتكلم بها الأشخاص الأخرين، والجمل التي يستعملوها.. ورأسي مِثل الاسفنجة. استمع إلى كل ما يقوله الأخرين، وأشاهد سلوكياتهم وردود افعالهم، أحدهم يخبرني بنكتة وأتذكرها. واحدهم يخبرني بقصة مثيرة حدثت معه واتذكرها.

         وإذا لم تتذكرها؟

 تارانتينو: إذن ربما هي لا تستحق التذكر. الأمر هو، إنها هنا-سواء مرت ستة أشهر أو خمس عشر عامًا، حين أجلس وأكتب حول شخصياتي الجديدة، يصير قلمي مِثل اللاقط الهوائي، إنه يجمع كل تلك المعلومات، وبعدها في لحظة كل هذه الشخصيات تأتي أكثر أو أقل بشكل تلقائي وكامل. أنا لا أكتب الحوارات بينهم، فقط اجعلهم يتكلمون مع بعضهم البعض.

         بالعودة إلى العُنف، ما الشيء الذي تخافُ مِنه؟

تارانتينو: إنّ أكبر مَخَاوفِي، وربما الشيء الوحيد الذي يُثِير خوفي حقًا، هو واحد من تلك الأشياء الغير منطقية: فأنا أخاف الجردان.

         حقًا؟

 تارانتينو: إنه الشيء الذي أطلق عليه.. لو كان هناك جرد على هذه الطاولة، سوف اقفز في حضن فتاة.. وربما أقف فوق أكتافها وأصرخ مِثل عاهرة.

        هل سَبَق وكانت لك كوابِيس؟

تارانتينو: لم أشاهد واحد مُنذ فترة طويلة، وقت طويل جدًا.  حين تكون صغيرًا في السن وتشاهد كابوسًا، تصعد على سرير والدِيّك، لكن أمي كانت صارمة مَعي. فبعد عمر معين صاروا يرسلوني عائدًا إلى سريري وقد لاحظتُ إنه لم يعد هناك أي نوع من الترف بمشاهدة الكوابيس بعد ذلك لأنني لا أستطيع الذهاب مسرعًا إلى أمي.. لِهَذا توقفتُ عنّْ مُلاحظة الكوابيس بعد ذلك.

          هل ترغبُ فِي أنّ يكون لك أبناء في يوم مِن الأيام أو أنهم سيأخذون مِنك طاقتك التي تصَّنع بِها الأفلام؟

 تارانتينو: سوف نرى مَا الذي سوف يَحصل، لكن لا أخطط لصُنع الأفلام للأبد. سوف أتوقف في عمر السيتين على الأرجح.

         هل أنت واثق حوَّل ذلك؟

 تارانتينو: لا، لكن هذه نوع ما خطتي الحالية. لا أريد أنّ أصِير صانِع أفلام عجوز، وأصنع أفلام العجائز الذين لا يعرفون متى يتوجب عليهم مغادرة الحفلة.. ولا أريد تخريب مسيرتي السينمائية بِبَضع أشياء يفعلها العجائز.. ربما سأغيّر رأي لاحقًا. إذا أردتُ صُنع فيلم وأنا في الثانية والسيتين وبوسعي ذلك، سوف أصنعه. لكن أريد أن أكون الحلقة المنتصرة. أريد هذا الرجل، هذا الرجل الذي تراه الأنّْ، أريده أنّ يكون نفسه الرجل الذي يصنع الأفلام، وليس الرجل المُنتهي في خريف عمره. في ذلك الوقت أفضل فقط أنّْ أكتب وأنّ أصير أديبًا.. أنّ أكتب عن السينما، واكتب الروايات، ويكون عندي أبناء.

         هل بوسعك أنّ تقدر عدَدَ الأفلام التي شاهدتها في حياتك؟

تارانتينو: ليس لذيّ فكرة.. لستُ قادرًا على المجازفة في أنّ أحزر عددها. لكن مِنّ سن السابعة عشر حتى الثانية وعشرون كنت أضع لوائح لكل الأفلام التي أشاهدها في السينما، بِمَا في ذلك عروض المسرحيات.. وإنّ كانت قد صدرت حديثًا أترك عليها دائرة. وكنت اختار فيلمي المُفِضل كل عام وامنحه جائزتي الخاصة. وقد كان دائمًا نفس العدد الذي يكون من 197 إلي ال202 فيلم. وهذا حين كُنت فقير وكنت أدفع لهذه الأفلام بنفسي. بالعودة للأيام التي كُنت أشاهد فِيها الأفلام بشراها، كان مُتوسط مشاهدتي السنوي مئتان فيلم.

         أظن بانه من العدل القول أن هذا العدد غزير. ما هي أفضل تلاث أفلام بالنسبة لك؟

تارانتينو: سوف تسألني اليوم، وفي ظرف معين، سوف أجيب بثلاث عناوين. وإن سألتني غدًا، أو بعد ستة ساعات مِن الأنّ، سوف تكون العناوين مختلفة.

        وماذا قد تكون في هذه اللحظة؟

تارانتينو: سأقول "Abbott and Costello meet Frankenstein" لأنني قد شاهدته حِين كُنت طفل صغير وكان فيلمي المفضل في ذلك الوقت. وجزء من سبب حبي له أنه كان خليط من أنواع مُختلفة- لأن عرض the Abbott and Costello كان مُضحك للغاية وحين ظهر لهما وحش فرانشستاين صار العرض مُرعب.. لم أكن أعلم أنني كُنت أفصل بين أنواع الأفلام حِين كُنت في الخامسة، لكنِ كنت فعًلا. لكن هذا ما كنت أقوم به طوال حياتي المهنية، أخلط بين أنواع الأفلام المُختلفة. وسوف أضع فيلم "Taxi driver" كواحد مِن هذه الأفلام. ولما هو صعب قول ذلك. لأنه لا يمكنك أن ترفع فيلم سائق التاكسي وتضعه اسفلا في جملة أو جملتين. سأقول بأنه كان أحد أعظم ما يمكن أن يُدرس من شخصيات روائية في تاريخ السينما. فقط في الروايات ستجد الشخصيات التي تعامل بهذا الشكل. لكن في نفس الوقت، إنه فيلم مُمتع للغاية. هناك الكثير من النِكات طوال الفيلم.. وأخر فِيلم سأضيفه، وكما أقول دائمًا، إنه " The good، the bad and the ugly."

         وهل هناك أية أنواع من الأفلام لا تُحبها؟

     تارانتينو: أنا لا أحبُ كل شيء.. أحبُ الأفلام التاريخية، لكني لستُ مُعجب الأزياء الدرامية. وهناك نوع أخر لا احترمه بتاتًا وهو أفلام السير الذاتية.. إنهم فقط مجرد عذر جيد للممثلين حتى ينالوا جوائز الأوسكار. إنها مفسدة للسينما.

         لماذا؟

 تارانتينو: حتى أكثر الشخصيات إثارة للاهتمام-لو كنت ستحكي قصة حياته من البداية إلى النهاية، فإنها ببساطة سوف تكون قصة مُملة للغاية. للمثال، حين تصنع فيلم عن إلفس بريسلي، فأنت لن تصنعه حول كامل حياته. بل أصنع فقط فيلمًا حول اليوم الذي ذهب فيه الفس إلى Sun records. أو أصنع فيلمًا حول اليوم الذي سبق ذلك، وينتهي في اللحظة التي دخل فيها إلى الباب نحو ال sun records. هكذا يكون الفيلم!

         لو قاموا بصنع فيلم حول حياتك-هل هذا أيضًا سيكون فيلمًا مُملًا؟

 تارانتينو: ربما سأشعر بالإطراء، لكنِي لن أشاهده أبدًا. 



مقابلة مع كوينتن تارانتينو 2013 مقابلة مع كوينتن تارانتينو 2013 Reviewed by Roya on 5:40 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.