مقابلة مع المخرج جيمس كامرون 2017



     سيد كاميرون، ما الذي يقودك باستمرار إلى دفع حدود الابتكار في أفلامك؟

-         كاميرون: أظن أن ذلك جاء من رغبتي كطفل بالقيام بعمل فني يبهر الناس، أنت تعلم؟ اشاهد الأفلام التي تبهرني، سواء كانت أفلام راي هاريهوسن، أو فيلم أوديسة الفضاء لستانلي كوبريك. لم أرغب في فعل شيء أقل من ذلك.. هذا ما احببت فعله: العثور على ما هو ممكن ولم يسبق لأحدًا أن قام بتنفيده. رغبتُ دومًا في خلق أشياء جديدة. وبرامج جديدة.

         حتى وأنت طِفل؟

-         كاميرون: بالطبع، اعتدتُ على صنع روبوتات من الصناديق الورقية. دائِمًا كانت عندي مشاريع مجنونة. عندما كُنت في العاشرة، رغبت في صنع طائرة. وجدت حزمة من الخشب الرقيق في المزرعة وجلبت أبناء جيراننا ليساعدوني وصنعت الطائِرة. بالطبع، لم تحلق الطائرة، لكنني علقتها على شجرة! كنت دائمًا انبهر بالتكنولوجيا، والروبوتات، والبصَّريات، وكل هذه الأمور، كما تعلم، في سنوات المدرسة الثانوية لم التحق بفريق كرة القدم بل أصبحت رئيس نادي العلوم، رغم انه لم يكنّ هناك في النادي احدًا عداي، وفتاة من تشيكوسلوفاكيا، والتي لم تكن تجيد الإنجليزية، وبعض من جردان المعمل. *ضحكات*

        بعد مضي عقود، لا زالت كل مشاريعك تحتوي على ذلك الافتتان بالتكنولوجيا والروبوتات في صميمها. هل توافق بانك تعيش حُلم ذلك الطفل كرجل بالغ؟

-         كاميرون: بالطبع، ما زلتُ الطفل الصغير المهووس بالعلوم! شغفي بصناعة الأفلام جاء لاحقًا في حياتي، بينما أجد ذلك مرضيا بشكل أعمق، لكني كُنت مستكشفًا في قلبي. عندما اذهب في بعثة وأقود ربوت عبر الماء لاستكشاف التيتانك، أو عندما أكون في غواصة ذاهبة لأعمق بقاع الكوكب، سواء كنتُ حاضرًا بداخلها أو أرسل مركبة إلى هناك كعيون بدلية، في كلا الحالتين، فهو تحدي ثقني، وأحب التحديات التقنية. أحب حل المشاكل الصعبة؛ أحب جعل الآلات تذهب إلى البيئات الصعبة وجعلها تعمل، جعلها تفعل ما يتوجب عليها القيام به من دون إخفاق. هذا مُحمس بالنسبة لي.

         هل هذا هو إذاً الشيء الأكثر إرضاءً بالنسبة لك عندما يلتقي هذان العالمان سويًا؟ 

-          كاميرون: أنا راضي جدًا عندما يلتقي العالمان سويًا هكذا. أشعر دومًا باني خليط بين أمي وأبي، كما نحن جميعًا، لكن بالمعنى الحرفي. كان والدي مُهندسًا، عقلاني ومنطقي جدًا، بينما كانت أمي فنانة. شعرتُ على الدوام بأن السينما ليست شكل من اشكال الفن الصَّافي؛ إنها شكل من اشكال الفن التقني. إنها تتضمن مُعدات معقدة، وهناك سيطرة من الجانب التقني عليك التعامل معه حتى تتمكن من التعبير عن مشاعرك وعواطفك. أحبُ الهندسة وأحبُ سرد القصص. في عقلي، كلاهما مرتبط بأخر. لهذا، عندما أذهب في بعثات لأعماق المحيط، واصنع معدات جديدة لذهاب إلى هناك، ومعدات للإضاءة ومعدات جديدة لتصوير حتى أخلق الصور، أشعر بأن كل هذا يأتي بشكل طبيعي.

         ويصبح كل هذا فيلم خيال علمي.

-         كاميرون: بالضبط. والأمر المضحك، أقوم بالدفع على كل شيء لأجل صنع فيلم حول هذه البعثات.  اصنع أفلام هولودية لأدفع على هذه البعثات. من المهم أنّ يكون هناك هدف حقيقي والذي يكون أعظم من مجرد صناعة هذه الأفلام وحسب، بأن نسلط الضوء على المجهول ونعود ومعنا معلومات. إنه في الواقع حول البحث بانضباط لإيجاد العلوم الجيدة. فأنا لستُ هناك لأعود مع الفيلم وحسب، رغم أنى أعتقد أن ذلك مهم جدًا.

         هل تريد القول بأن تجربتك كمستكشف جعلتك صانع أفلام أفضل؟

-         كاميرون: حسنًا، أعتقد بأن العمل كمستكشف في العالم الواقعي أعطني احترامًا شديد للفريق وطاقم العمل. أحيانًا الشيء الأكثر إرضاءً حول البعثات إلى أعماق البحر إنه مع نهايتها، أكون قد أنجزت عملي كجزء من الفريق. أكون قد ارشدتُ الفريق، وعملت في مجال التكنولوجيا، وقدت المركبة.. أنجزت مهامي منها، وحظيت على احترام الفريق في المقابل.  وهذا كل ما أريده من هذه التجربة. وهذا قد جعلني صانع أفلام أفضل بسبب الطريقة التي نتعاون بها. تحتاج إلى طاقم كبير لصنع فيلم والكثير من التقنيات. وأنا لا أقول فقط لأنني صانع أفلام، الجميع يجب أن يحترمني ويحترم ما أقوم به. اعتقد بانك حين تذهب لصنع الأفلام، تفكر بذلك تدرجيًا. لكن الأمر ليس كذلك. يمكن بالتأكيد أن تفرض عليهم ذلك الاحترام، لكنك لن تكون راضي أبدًا ما لم تتعلم كيف تكتسبه.

          من منظورك في سرد القصص، هل تسبب التقدم في التكنولوجيا في انتاج افلامًا أفضل؟

-         كارميون: جعلتهم أفضل من ناحية الشكل النهائي أكثر مما كانوا عليه حين كنت طِفل. لكن هل صارت القصص أفضل؟ لا يمكن قول ذلك. أظن بأن القصة الجيدة هي القصة الجيدة. وأظن انها من الممكن أن تصور القصة بالأبيض والأسود في الأربعينات، تعلم ذلك؟ انظر إلى فيلم كازابلانكا. لا يمكنك ان تعيد القصة اليوم. ما زلنا نريد أن نبقى متصلين بقلب الانسان؛ نريد جعل الجمهور يشعر بشيء ما، وربما حتى جعلهم يبكون. من المهم ألا نستغرق في التقنيات وأن نتذكر بدلًا من ذلك بالتأكيد أن نحكي لهم القصة الجيدة. يجب أن يكون هناك توافق بينهما.

         ما هي علامة القصة الجيدة بالنسبة لك؟

-         كاميرون: اعتقد بأن القصة الجيد هي التي تخلق شخصية أو مجموعة صغيرة من الشخصيات التي بوسعك أن تتعلق بها، حتى لو كانوا في وضع غريب، ربما في وظائف غريبة، لكن العلاقة بين الناس متصلة بنا بطريقة ما. ربما قصة شابًا يلتقي بفتاة، ربما علاقة الأب والابن، ربما الزوج والزوجة اللذان يمران بقضية طلاق. أينما تكون القصة التي نستطيع أن نشعر بالتواصل معها بهذا النوع من العلاقات. بعدها تلك العلاقة يجب أن تختبر. وأنا أقول دائمًا، " كل أفلامي هي قصص حُب."

         حقًا؟ حتى فيلم Aliens؟

-          كاميرون: في فيلم Aliens هناك قصة حب بين الأم والابنة! لكن المفتاح هو بأن الحُب يجب أن يختبر بعدها بوسعهما أن يكونا معًا. وهذا يجب أن يشعر الجمهور بالرضاء، حتى ولو كانت نهاية ممزوجة بالألم، مثل فيلم Titanic حيث كانا معًا متعاهدان بالكامل وبالتمام لبعضهما البعض لكن الاحداث ابعدتهما عن بعضهما.

         يبدو بانك حذر جدًا في اختيار قصصك. في مسيرتك التي تناهز الثلاثين عامًا كصانع أفلام، صنعت سبعة أفلام فقط.

-         كاميرون: حسنًا، هذا مثير أليس كذلك.  اتلاعب بالكثير من الأشياء المختلفة؛ التيمات، الصور، الاعدادات.. لكنها نفس الأشياء التي أواصل العودة لها مرة بعد أخرى بعد أخرى بعد أخرى اشعر كما أنى اريد ان أجعل هذه الأشياء تعمل. يجب أن اعمل خارج نظامي بحكي القصص. لكنك ابدًا لن تعرف كم سيستغرق ذلك، كتبت فيلم the abyss حين كنت في المدرسة الثانوية سنة 1968 وصنعت الفيلم في سنة 1988. ونفس الامر ينطبق مع فيلم Avatar. لو كنت سأعيش مائتين عام، لكنت سأظل اعمل على نفس الأمور التي هي بالفعل موجودة في عقلي الأن.


نشرت هذه المقابلة عبر موقع مجلة the talks عام 2017

مقابلة مع المخرج جيمس كامرون 2017 مقابلة مع المخرج جيمس كامرون  2017 Reviewed by Roya on 5:47 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.