مقابلة مع مارتن سكرسوزي 2013




         السيد سكورسيزي، هل أنتَّ مُتفائِل أو مُتشائِم حول مستقبل السِينما؟

-         إنه وقت مثير وكله جديد، وكل شيء تجاوز الحدود. إنها ليستّ سِينما القرن العشرين بعد الأنّْ. ولكِننا ما زلنا نسميها سِينما، لكن الأفلام ستصنع لهذه الشاشات الصغيرة.

      هل هذا الأمر جيَّد أو إنه سيء؟

-         هذا لا يعنى بالضرورة إنه أمر سيء، ولكن لا يتوجب على أحد مشاهدة فيلم مثل Lawrence of Arabia على هذه الشاشات الصغيرة، هذا ما أقصده. إن الأمر متعلق بوضع الأشياء في مكانها الصحيح. لكن أشعر بإنه علينا دائمًا، منح فرصة للأجيال الأصغر لمشاهدة الأفلام القديمة، وهذا في أفضل الظروف المُمكنة. أو أن الثقافة، وكل شيء أخر سينتهي به الأمر للنسيان. سوف نتعامل فقط مع أفلام الانيمشين و، أنت تعلم، التجارب الشعبية الكبيرة تجعل الأفلام سطيحة-تشاهدها مرة واحدة وبعدها، باانج! يختفي الفيلم.

     سيكون ذلك فظِيع.

-          سوف نفقد مُتعة مشاهدة فيلم في سن العاشرة وبعدها مُشاهدته مرة أخرى في سن الخامسة والعشرون وكيف تغير في عيوننا وبعدها نشاهده مرة أخرى في سن الأربعين وكيف يتغير مرة أخرى وبعدها في سن الستين حين يأتي الأمر كله في لحظة وتلاحظ، " واو! هذا عظيم، الفيلم صار أفضل!" كيف ستكون هذه التجربة لأطفال المستقبل؟ هل مسح هذه الصُور المتحركة من كونها عملًا فنِي سيعني أي شيء للمجتمع؟ لقد جِئتُ من الزمن الذي كانت تعني فيه شيئًا.

         هل صِرت حساس أكثر مع التقدم في العُمر؟

-         لا أتمنى ذلك.. أنّ تكون حساس يعني أنّ تصير سطحي، أليس كذلك؟

       أكثر عاطفية؟

-         لقد كُنت دومًا عاطِفي. وعلى أمل بانها مشاعر حقيقة. أنت تعلم، إنه مسألة التقدم في العُمر ومشاهدة الناس من حولك تُولد وتموت. وأنّ ترزق بابنه في سن متأخرة يختلف عن الأمر حين رزقت بابنتاي الكبيرتان وأنا في العشرينات والثلاثينات من عمري؛ إنه منظور مختلف. الوقت الذي تفكر فيه بالنهاية، مِثل ما صورتُ في فيلمي الوثائقي " Gorge Harrison". كوني مؤمنًا وكثالوثي يعني أنّ هناك دائمًا وقتًا لأفكر في النهاية.

       ألم تسمح لابنتك الصغرى بأن تشاهد أفلامك بعد؟

-         لا، قطعًا لا. (ضحكات.)

        وهل تعتقد بأنك ستفعل في المستقبل؟

-         أنا وزوجتي تكلمنا حول هذا مطولًا. ربما سأسمح لها بمشاهدة " Kundun" أولًا، ولكنه ليس بالشرط أني امانع مشاهدتها للفيلم بسبب الأسلوب.. وربما فيلم " Alice Doesn’t live here anymore،" أو ربما أيضًا فيلم " Color of Money". لكنها يجب أنّ تشاهد فيلم the Hustler أولًا، والذي هو أفضل من الأفلام السابقة، ولكن ليس بالشرط أن تشاهدهم على أية حال. لكن أيضًا، حتى فيلم the hustler يتوجب أنّ تكون أكبر من سن الثالثة عشر أو الرابعة عشر، لتشاهده. لهذا لا أعرف، ولكن منّْ المثير أنّ اعرف رد فعلها.

       هل اخدك والدك للسينما حِين كنت صغير؟

-         لقد كان هناك تعهد بيني وبين والدي مع الأفلام المبكرة التي شاهدتها في نهاية الأربعينات حتى مطلع الخمسينات بعدها صِرتُ أذهب للسينما بنفسي. المكان الوحيد الذي كنت أجد فيه متعتي لم يكن في مُمارسة الرياضية، أو القتال، أو الجري، أو الضحك، أو الذهاب للمزرعة، ومشاهدة الحيوانات لكن فقط حِين كُنت اذهب لدور العرض.

         وكيف كانت نشاءتك في نيويورك الخمسينات؟

-         لقد كُنت مُحاط بالطبقة العاملة، وليس الناس المهتمة بقراءة الكتب. الطبقة الكادحة التي مرت بالكساد العظيم والحرب العالمية الثانية وبعدها جاءت الانفجار الاقتصادي بووم! السيارات صارت أكبر والأهم أن الزعانف the fins فوق السيارات صارت أكبر. في الجانب الشرقي السفلي في نيويورك فقط الرجال الذين امتلكوا الأشياء الأكبر كانوا الرجال الأكثر حِكمة، وأعنى في نيويورك إذا كنت من الطبقة العاملة فأنت لنّ تملك سيارة.. في المدينة يوجد فقط محطة القطار ومحطة الباص.

       كانت هذه بداية الحرب الباردة. هل كان هناك دائِمًا خوفًا من التعرض لهجوم من قبل الاتحاد السوفيتي؟

-         تشعر بذلك الخوف وتعرفه. والراهبات في المدرسة كنّ يقولن لنا، أي طائرة منخفضة من المُمكن أنّ تحمل معها قنبلة. وحين تعبر طائرة منخفضة كنا جميعًا نشعر بالخوف. وأتذكر أنني مع ذلك كنت اذهب إلى المدرسة كل يوم، وكان هناك برد شديد عادة، وكانوا يعطوننا أطواق تشبه أطواق الكلاب عليها اسمائنا في حالة الغارة الجوية. وكنا في كل مرة أصل المدرسة أصَّلِى حتى لا تكون هناك غارة جوية. لقد صِرت سريع الحساسية، ماذا بوسعي القول؟ لم يكنّ هناك شيء أخر بوسعي فعله وقتها، وهذا ما كنت عليه. أقف هناك وأنا في الصف الثالث ابتدئي وفجاءة أستمع إلى صوتها عبر الميكرفون تقول. " انتباه، خدوا حِذركم، اختباء!" ونقفز بعدها تحت المقاعد لنكتشف إنه فقط مجرد اختبار.. وقد كان هذا جنونيًا حقًا.  

         ما هو أكثر شيء جنونيًا قمت به أثناء عملك على صُنع فيلم؟

-         كل شيء كان جنونيًا تقريبًا. لقد وجدتُ بأني حين أصنع فيلمًا لا ألاحظ أبدًا ما الذي أنا متورط فيه. حين كُنا نصور فيلم Raging Bull كنت أقول أنا والمنتج: " هذا جنون! كيف وصلنا إلى هنا؟" لكن لو إننا فكرنا هكذا من البداية جدًا، لم نكنّ لنصنع الفيلم في الأساس.

       هل سبق وقال لك ذلك أحد المُمثلين؟

-         هذا مضحك جدًا، لكن لمْ يقلها أي مُمثِل. فقط مايكل بولهاوس، مدير التصوير في اعمالي، ألتفت نحوي في أول محاولة لتصوير فيلم the last Temptation of Christ وقال: " هذه الطريقة التي سنعمل بها. سيكون هذا عمل صَعَبَ. وكل محاولة في التصوير قد تقف ضدنا."

         وهل تعتقد بانها يجب أنّ تكون هكذا؟

      -الاخرون قد يقولون هناك أسلوب مختلف، طريقة مختلفة لتعامل مع الفيلم ولتعامل مع طريقة إخراجه، حيث سيكون كل شيء جيَّد وهادئ. حسنًا، أنا لستُ شخص بارد ولستُ هادئ..



نشرت هذه المقابلة عبر موقع مجلة the talks
مقابلة مع مارتن سكرسوزي 2013 مقابلة مع مارتن سكرسوزي 2013 Reviewed by Roya on 5:44 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.