مقابلة: إليخاندو غ.ايناريتو عن ليوناردو دي كابريو، الدببة و الأوسكار

إليخاندو غ.ايناريتو عن ليوناردو دي كابريو، الدببة و الأوسكار

-         لقد صنعتّ حتي الأنّْ " "Amores Perrosو"21Grams "و " Babel والذيّ عرفتهُم بأسم ثلاثِية الموتَّ، وتابعتهم بفِيلم Biutiful "" و" Birdman "، أين يأتي فِيلم " The Revenant " من بينّ كل أفلامك؟

أليخاندرو: أريد القول أنَّ هُناك موضوع ثابت فِي أفلامي: علاقة الأبناء-وهُنا بين الأبّ والابن. إنها تأتِي إليَّ بينما أكتبْ النصّ وأستطيعُ أنّ أراها على أنها العُنصّر الأساسِي الذيّ يتوافق مع عملي هذا... بالنسبة لـ " العائد "، فبالإضافة إلي كونها قِصّة مُغامرة بَــقَاء علىّ قيد الحياة، إنها علاقة بينّ غلاس (ليوناردو دي كابريو) وابنه، الذي هو طِفل مِنّ أصول مُختلطة، إنه يُحاول حِمايته ومُساعدته للبقاء في مِثل هذه الرحلة الصعبة.

-         لقد كُنت وراء “ليوناردو دي كابريو " ليوافق على الدور لعِدة سنوات، ما الذيّ كان مُميزًا فيه وجعلك تعتقد بأنه الأنسب لدور هوج غلاس؟

أليخاندرو: لقد كانت لي دومًا رغبة في التعاون معه. أنا مُعجب كبير بأدائه مُنذ ظهوره الأول، والذي اعتقدُت أنه كان مُدهش.

-         كُنت تلاحقه كل هذا الوقت؟

أليخاندرو: نعم. لقد أحبّبتُ فِيلم " What’s eating Gilbert Grape “، إنه مٌمثل رائع والخيار الأفضّل للفيلم، وقد كان مُتحمس ومُلتزم بالعمل معي. وأنا سعيد جدا  لأني حصلتُ على هذه فرصة لمشاهدة سحره في أرض الواقع.

-         وبالمناسبة ان هذا العمل قد تم البِدء فيه قبل فيلم “Birdman “، ومن ثم ذهب ليوناردو للعمل على فيلمه "the Wolf of wall street" ولم تبدأ التصوير حتي انتهى منه. ومن خلال هذا، نستطيع ان نرى انه من الواضِح بأنك لم تكنّ ترغب في القيام بالفيلم من دونه؟

أليخاندرو: نعم، أنه شيء كُنا نطبخه معاً ومن حُسِن الحظ عِندما حصل هو على the wolf of wall street، لقد حصّلتُ على "Birdman " وبعدها نفذنا الفيلم عِندما حانّ وقته.

-         عدّد كبير من طاقِم المُمثلين في عملك هم مُمثلين بريطانيون من أصول ايرلاندية، مُمثلين مِثل " دومهنال كليسون " و " ويل بولتير " و " توم هاردي " في الأدوار الأساسية، هل هي مُصادفة أو أنك أردت المُمثلين البريطانيين؟

أليخاندرو: حسناً، المُمثلين البريطانيين أقل كلفة مِن الأمريكانيون (ضحك)... لا، أحبُ مُعظم المُمَثِلين البريطانِيين.. يمتلكون قدرة تمثيل عظيمه وبشكل ملفت ومُقنع، وبصراحة، في ذلك الوقت الذي دارت فيه أحداث القصة كانت أمريكا (تدور أحداث العائد في القرن الثامن عشر) مليئة بالايرلانديين والإنكليزيين، لهَذَا كانتّ فُرصّة عظِيمة وليس فقط لتكون واقِعية ولكنّ أيضًا العَمَل مَع توم هاردي كان مِن أهدافي، إنه حادّ الذكاء وبشكل مبهر.. و"ويل بولتير " و "دومهنال “، لم يكنّْ يُمكن أن يكون حظي أفضل من هذا.. لقد كانت تجربة عظيمة.

-          كان التصوير صّعب، هل كُنت تَبحثُ عنّ صِفات أخرىّ مِن طاقِم المُمثلين عَدَا قدرتِهم على قبول التحدِي في العمل؟

أليخاندرو: نعمْ... الذكــاء! عِندما تُقابل توم هاردي فباستطاعتك أن تشّعر بِمدىّ العواطِف العَمِيقة التي يَحمِلها هذا الرجل، وهج داخِلي مُعقد وعميق، أنه مليء بالتناقضات، مِثل أي أنسان عظيم، ونفس الشيء مع ليـو (دي كابريو) ودومهنال..

أنا أبلور ما الموجد خلف عيون المُمثلّْ بدون التفكير بمدى براعتهم.. إنها حوّل الحياة الداخلية والعُمق الذي يشعرون به، لأنه إذا لم يكنّْ لكًّ شيء لتقوله كشخصّْ، لا يُهم ما الذي تملكه من مَهَارات، ستكون فارغ.. هؤلاء الممثلين مالئون بالحياة، وأناس أذكياء مُهتمون بلعب الدور.

-         هل كُنت تبحثُ عنّ قلِيل من "بيير غريللس Bear Grylls " في العمل؟

أليخاندرو: (يتساءل) بيير غريللس؟

-         أنه مُغامر بريطاني معروف علي التلفزيون.

أليخاندرو: بعضَّهم – ليسوا جميعاً – كانوا شُجعان بِمَا فِيه الكِفايـة واحتملوا الكثير مِن التَحِديات الجَسدِيـة تحت الظروف المناخية القاسية. التجربة لم تكنّ مُسلية ولكِنها بالتأكِيد تَسّتحقُ العناء، لمُجرد أن تنتهي وتحّل الكثير مِن المعقد ولتكون صامِدا كل هذا الوقت لتعبر من هذه المرتفعات الشاسعة ودرجة الحرارة المُنخفضة والظروف الغير مُريحة كل يوم..

إذا تحملت كل هذا وفعلتها بالشكل الصحيح، سيكون هُناك نوع من مشاعر الاعتزاز.. كلهم كان لديهم حُسَّن الإتباع لتعليماتِ، وأشعر بالفخر بهذا الفيلم.

-         ماذا كان سيفعل ريجين Riggan من فيلمك Birdman لو أنه وضع في هذا الفيلم؟

 أليخاندرو: سوف يقول "ماذا أفعل بحق الجحيم في هذه الحفرة القذرة!" هذا سيكون سؤال بيردمان في تلك اللحظة. لم أكنّ أرتدِي سِروالي الداخلي فقط، كنت أرتدي سُترة جيّدة، ولكنه سيردد السؤال نفسه " كيف وصَلتُ إلى هُناك ".

-         هل التصوير بتسلسل مُؤلِم من ناحِية التخطِيط؟

أليخاندرو: نعم، ولكنه رائِع جداً للتصوير بتسلسل، لأنه أمكنني بتعريف الشخصيات من خلاله ولم أحتاج أن أبقى ألغازًا حول كيف سوف تتصرف شخصياتهم بعد شهرين، هل تعلم؟ أنها طريقة أسهل للعمل بها، ليس للإنتاج ولكن من الناحية الفنية.

-         إذن كان القرار مِن أجل مَصِير المُمثلين (والتعريف بشخصياتهم) ؟

أليخاندرو: لأجل المُمثلين نعم، ولأجلي أنَّا – لكلاّنا. ولأجل الجانب الفني، إنها فائدة كبيرة. لها أثر عملاق من حيث الألم ومِيزانية الإنتاج ولكن هذا خدم الأمرين. جانب الثفنين الفنين للفيلم هم الذين يجب أن يجادل حولهم وليس حول كم كان سهل أو رخيص صناعته.. هذه الأشياء جيدة – أنا لا أنتقض – ولكن هذا ليست المِيزة الحقيقة للفيلم، إنها حوّل كيف يُمكن أنّْ يكون جيد. كل شيء يجب إخضاعه لو أمكن، ولكن بذكاء وليس بتكلف.

-          أخبرني عن التسلسل في مشهد المعركة في افتتاح الفيلم. لقد استعملت لقطة Pass-the-Parcel حيث تبادل التصوير من وجهة نظر شخصية إلى أخرى. هل تملك أنت ومدير التصوير " إيمانويل لوبزكي Chivo lubezki “أسم مُعين لهذه الحركة؟

أليخاندرو: الشيء الأكثر أهمية هو أننا أردنا الناس أن تتقمص كل الشخصيات الرئيسية، البدء من شخصية ليو ثم ننتقل إلي شيف الأريكارا، وثم إلى توم هاردي ثم انتقلنا إلى وجهة النظر التاريخية، ومن ثم إلى كل الرحالين وثم إلى السكانّْ الأصلين لأمريكا، هنا رأينا كيف عرّْفت بشخصياتي بلقطة طويلة، وأغرقتهم في سُلم ملحَمِي مليء بأحاسيسهم ومشاعرهم. لقد كان مشهد طموح ومُعقد لأقوم بإنجازه، ولكنِ سعيد بذلك. أعتقد بأن الناس سوف يخوضون تجربه سينمائية رائعة وأعتقد أنه لهذا السبّب اخترعوا شاشات السينما العملاقة. ولهذا أيضاً لا يجب مشاهدة الفيلم على الـ iPad أو الـ iPhone، لأنها ستكون جريمة في حقه.

-          لقد تكلمت مع المُخرج "Werner Herzog " "هيرزوغ "حول التحضير لأجواء الفيلم. هل قام بمشاهدة الفيلم؟

أليخاندرو: لا أعرف، لم أتكلم معه منذ ذلك الحِينّ. أنا مُتشوق لمعرفة رأيه. لقد كُنا في تيلورايد– مكان حفلة الأوسكار – وقد سألته عن رأيه بالطقس وقد قال " لا يوجد طقس سيء فقط يوجد ملابس سيئة ومزاج سيء ".

-         بالطبع، فهو قام بصنع وثائقي أسمه ""Grizzly Man هل تحدثتما عن الدببة؟

أليخاندرو: لقد سألته ماذا سمع في Headphones لم يرغب في إخباري لكن ما شرحه لي كان فضيع! لصنع مشهد الدُبّْ قُمتُ ببحوثِي الخاصة عن كل جزء وهذا بالضبط ما قمت بتنفيذه.

-         لقد سافرت إلى حفل الأكاديمي أورد -الأوسكار لأجل فيلم بيردمان أثناء تصوير فيلم العائد. كم كانت غريبة هذه التجربة؟

أليخاندرو: لقد حصَّلت على وقت رائع. كُنت حاضرًا جداً تِلك الليلة لأنه كان معّنِي لي جدا الاحتفال مع طاقم الفيلم والعائلة. بطريقة ما، لم يكنّْ مُريح الذهاب والكلام مع أشخاص كُثر، وشكر أشخاص كثر في وقت قصير جداً. لقد كُنت أصَّور فيلمي في كالغاري – مدينه في كندا – وعدتُ في اليوم التالي وقد كان صِحي لي جداً لأنه منعني من الاستماء على الجوائز من شدة الفرحة، كُنت غارق في عملي وبهذا كان صِحِي جداً أن لا أستغرق في الفرح..

-          لقد مزًّحتَ بشأن ارتداء (السروال الداخلي) الخاص بمايكل كايتون في حفل الأوسكار العام الماضي. لو ترشحت من جديد هل سترتدي جلد الدبّْ الذي ارتداه ليوناردو هذه المرة؟

اليخاندرو: سأكون أكثر إثارة هذه المرة (ضحك)

-         هل هو مُبكر جداً لسؤالك عن عملك القادم؟

أليخاندرو: لا، ولكني سأختفي من كوكب الأرض لوقت طويل، طويل جداً، لعدد طويل من السنوات لأنني مُتعب جداً. في العادة أستغرق عام أو ثلاثة سنوات لصُنع فيلم، لهذا ستكون وقفة طبعيه لأنني أحتاج أن أعود لحياتي الطبيعة وعليا اللحاق بالكثير من الهُراء على المستوي الشخصي وعيش الحياة التي أحبها أكثر حتى من السينما. حياتي غنية وفيها الكثير من الأشياء المُثيرة بنفس الطريقة ولا أستطيع الانتظار لأعود إليها وأستمتع بها.

-         هل هُناك أفلام تريد اللاحق لمشاهدتها؟

أليخاندرو: تقريباً كلها وأشعر بالسوء لأنني سأموت حتى أشاهد ماذا يوجد من أفلام أخرى هذا العام.

-          هل شاهدت فيلم Mad Max مع بطل فيلمك "توم هاردي "؟

أليخاندرو:  أجل فعلت، مُنذ وقت طويل.. لقد كان مُبهرًا بصرياً، مبهراً للغاية.

-         أحداث فيلم العائد جرت قبل عصر الغرب القديم – الويسترن - هل يوجد أي أفلام ويسترن سباغيثي قد ألهمتك؟

أليخاندرو: لأكون صريح معك، لا! أنا استمتع بأفلام الويسترن ولكن هُناك أفلام أخرى ألهمتني. أفلام مثل Andrei Rublev لـ أندري تاركوفسكي وهو من أفلامي المفضل بالمناسبة، وفيلم “Dersu Uzala “لأكيرا كوروساوا. ايضاً فيلم " Fitzcarraldo" وفيلم  "Aguirre " لهيرزوغ. وفيلم " Apocalypse Now “، والأعمال الأدبية مثل روايات " جاك لندن " و " جوزيف كونراد " وويليام فوكنور. عملي على الفيلم لم يكن لتصنيفه لأنِي لا أظنُ أنّْ فيلمي يُصنف على أنه فيلم ويسترن. كما قلت، هذه الأحداث حصلت قبل عصر الويسترن، الغربيين (لقد اكتشفوها سنه 1803) لويز وكلارك قد عبروا الغرب ولكن لم يكن هُناك ذهب ونفط في الغرب – لهذا لم يكن هدفي أن أصنع فيلم مُستلهم من أفلام الويسترن.

أجريت هذه المُقابلة مع المُخرج بتاريخ 11 يناير 2016 علي موقع مجلة الـEmpire

http://www.empireonline.com/movies/features/revenant-alejandro-g-inarritu-talks-bears-brits-dicaprio/