" لا أؤمن بالقواعد " كوفمان

" لا أؤمن بالقواعد " كوفمان

Charlie Kaufman


-         السيد كوفمان، كيف حَالك؟
-          أنا لستُ بِحَالَ جَيَد، مَاذا عَنك أنت؟
-         أنا بِخير، مَا خَطبك؟
-         لا أعَرَف، انا فقط مُتعب و ...
-         قلق؟
-         لا، أنا لستُ قلقاً، فقط مُتعب ومُنزعج قليلاً. أعاني مِن بَعَض الصُداع، لكنِي بخير.

-         أحَدَهُم أخَبَرنِي ذَاتَ مَرَة بأن الكاتِب الجَيَد يَجَب أنّ يَقرأ ضِعَف مَا يَكتَبَ مَرتِين على الأقل، وإلا لنْ يُطَور مِن مَهَاراتِه، هل تُوافِق عَلىَ هَذا؟

-         أنَا لا أؤمِنْ بالقَوَاعِد. أعَتقدُ أنّ لِكُل قَاعِدة استثِنَاء. القِراءة عَمَل جَيَد للكُتاب بِالطَبَع، لا يَجَب قِراءة نُصَّوص الأفلام في حَالِة أرادوا المُطالعة، لأنّ النُصوص في العَادة ليست جَذَابة للقراءة وليست مَكتُوبه بِشَكل جَيَد. ولكن لا أعلم إنّ كَانَ هُناك قَاعِدة، كالرياضيات مَثل 2 + 2. لا أدري تَمَاماً. حَالِياً أكتبُ بِشَكَل بَطِيء وأنا مُتأكد بِأنَ مِقدار ما أقرؤُه أكثر من ضِعّف مَا أكتبه.


-         كمْ يَسّتغرقُ مِنك الوَقت لكِتابة نَص فيلم؟

-         أحيانًا مَا بَين العَامِين أو الثلاثة أعَوَام. لقد أصَبَحت كِتابَة النُصوص تَسَّتغرق وقتًا أطول مُؤخراً، لا أعلم مَاذَا يعنِي هَذا. يَجَب عَلىّ أن أغير هذا الأسلوب لأنني أريد أن أفرغ من صُنع المَزِيد مِن الأفلام قبل أن أموت. بالرغم من ذلك فإنني كتبت فيلم " Beging John Malkovich “خلال وَقتَ قَصِير، كنتُ أعمل على بَرنامج تِلفزيوني وأنتظر بدء العَمَل عَلى المَوسم القادم. أعتقدُ أنني كتبته خِلال سِتَة أشهر، وهذا أمر غَير اعتيادي بالنسبة لي.


-         عِندما يَصَل بَعَض الناس إلى مِستوى مُعين فِي العَمَل، فهمْ عَادَة مَا يُطرون لاستدعَاء مُساعِد لهمْ حَتَى يَقوم لهم بالكثير مِن أعَمَالِهم. هل تَحتَاج إلى مُسَاعِدة أو أنك تَخوض هذه الحَربَ ضِد الوَحش لوحدك؟

-         لا، لمْ يَسَبِق لِي أن تحصَّلتُ علي مُساعِد. المَرَة الوحِيدة التي استعنتُ فِيها بمُساعِد حين كنتُ أعمل كمُخِرج وكشريك فِي الإنّتَاج، لكِن، لا، لمْ يَسِبِق أنّ جَلبَتُ مُسَاعِداً فِي أيّ عَمَل آخَر غَير هَذا... لا أعرف مَاذَا سيفعلونّ، ربما فقط سَيَجلِسُون جِوَاري في مَكتبي في المَنَزل وهذا يبدو حَقًا غَرِيب... يقومون بالبَحَث بِالنِيَابة عني! ولكن البَحَث جزء مِن العَمَل ولا أحَدَ يَستطِيع القِيَام بِه سواي!


-         لِمَاذا؟

-         لأنني أقرأ الكثِير مِن الأشَيَاء بالصُدفة – شيء مَا يقودني إلى شيء آخر... أقضي مَا يُقارب الخَمَس سَاعَات أقفز بين الصفحات عَلىّ الانترنت وهذا يقود إلى هذا ... كيف يَستطِيع أحدهم أن يقوم بعَمل هَذا لِي؟ بالطبع إجابتي لا.


-         يبدو أن البُنيـة فِي أفلامك تبدو مدروسة بعناية فائقة. ربما هذا هو السبب؟

-         أجَلَ، أعَتقدُ ذلك. ربما لِهذا السَبَبَ ولأنني أفكرُ فِي العَدِيد مِن الأمور – ولأنني أحَاول ...


-         هل هي عَمَلِية تَحويل للذاتّ عِندما تَكتبُ؟

-         بطريقة عِلاجِية؟ لا أعلمُ إنّ كانت كذلك. هذا سؤال صَعَب... يُطرح عليّ هذا السؤال ولا أعرفُ ما هِي الإجَابَة... أشعرُ بالسعادة لأننِي أقوم بالكِتَابَة، أشعرُ بالسعادة لأن لدي القدرة على التفكير في الأشياء التي أفكرُ فِيهَا وأن أختلق مِنها أشياءً. ولكن لا أعرف إذا كنتُ أشعر أفضل بِسَبَبَها أو بِسَبَب شيء آخر.  مَا زلتُ نفَسَ الشخص ... ولكِنها لقمة العيش. ربما... سوف نرى ... قد تكون وسيلة للعيش فقط.


-         أنت واحد من كُتاب النصوص القلِيلين الذين صَارَ أسلوبهم عَلامةً مُمَيزة. لقد أصبح الناس يَعرفون مَاذا يعني أن يُشاهِدوا فِيلمًا لـ تشارلي كوفمان. هناك شيءٌ مُميز فِيها. هل يُعدّ هذا غير كافٍ ولِماذا قررتَ أنّ تُخِرج أفلامًا لنصوصك بنفسك؟

-         لا أظنُ أنه كان مَطلوبًا مِني القِيَام بِذلك، بَلّ إنِي قمتُ بِذلك لأجَلَ ذَاتِي. لقد كُنت مُهتمًا بِعَمل ذلك... لقد بَدأتُ مَسِيرتِي بالقيام بهذه الأعمال: دَرَستُ في الجامعة تَخَصص صِنَاعَة الأفلام وصَنعتُ أفلامًا عدّة عِنَدما كُنت طِفلاً، كَمَا مَثلتُ فِي أفلامي بنفسي وأنا صَغِير أيضًا...لقد كُنت دائمًا مُهتمًا بالمَسَرح والمُمثِلين وقد كان شيئًا طَالَمَا أردتُ القِيام به... هو أمر جَيَدَ بالنسبة لِي أنّ أكونّ قادِراً علي صُنع أعمالي بنفسي حتيّ تُصِبح ذات طَابِع شَخَصِي أكثر، لأخذها من مَرَحِلة تَصَورها إلى مَرَحَلة إكمالها، بأن أكون قادرًا عَلى اختيار كل شيء بِنَفسي، حَتى أحُافِظ على كل شيء فِيها ربما، وربما لأنني أردتُ اكتشاف كل شيء أيضًا.


-         إذًا، كيف كانت التَجَربة؟ هل كانت مِثلما كُنت تَتَوقعها؟

-         حسنًا، لم تكن تجربةً مُفاجِئة بالنسبة لِي. إنني أعَمَلُ فِي مَجَال الأفلام مِن فَتَرة طويلة وأظن أنني أعي جيدًا كيف هو العمل على صنعها حتى لحظة ظهورها على الشاشة. هل كانت مِثلما توقعتها؟ نعم، لقد كانت مِثلما توقعتها تمامًا. لقد كان عَمَل مُجهداً، عملاً مكثّفاً، مُكثفاً جداً. الكثير من الناس يسألونني عن الكثير من الأشياء، إمكانية إدارة الكثير من الناس.


-         هل استَمَتَعت بِها؟

-         لقد استمتعتُ جدًا وأنا سَعِيد بأنِنِي قمتُ بذلك وأظنُ أنِني سَوَف أقوم بإخراج فِيلم مَرة أخرى. لقد تعلمتُ الكثِير... ولكن لم يَكن هُناك الكثِير مِن المُفاجَئات فِي العَمَل أو أثناء العمل. " هل هذا المُخرج هو أنا حقاً!؟ " لم يَكن هُناك أي شيء يُمَاثِل ذلك.




-         في اعتقادك مَا الذي تَعَلمته كفَنَان مِن هَذا العَمَل؟ عن نَفسك وعن عملك؟

-         مَاذَا تَعلمتُ عَن نَفسِي؟ أعتقدُ أنه بِإمكانِي إخراج فِيلم، والذي ربما يكون أعظم شيء تعلمته من التجربة. " الآن لقد أخرجتُ فِيلمًا! " إنه مِثل الشُعور عِنَدَمَا تُنِهي كِتَابة أول نَص فِيلم ... واحد مِن أهم الأشياء حَوَل كَتابة نَصّك الأول هي أنك قد أنهيت حقًا كِتابة نصك الأول! إنه حَدَث مهم جِدًا، حتى وإن كان صعبًا. لقد أعطتني التجربة الكثِير مِن الثِقَة حَتى أندفع وأقوم بالكتابة مَرَة أخُرى.


-         لقد قلت بأنك كُنت تُمثِل؟ هلْ تَعَتقدُ أنه بإمكَانِك التمثيل، الكِتَابَة، الإخراج والإنتاج في نفس الوقت؟ هل يريد تشارلي كوفمان القيام بكل هذا؟

-         لا أعلم لأنني لم أعَدَ أمُثِل ... لم أقم بِالتَمَثِيل مُنذ سَنَوات... لا أرتاحُ أمَامَ الكامِيرات... لِهَذا أنا لستُ مُتأكداً، لقد فكرتُ بِالأمَر وربما فِي المُستقبل... لا أعرف، إنِها تَعَتمدُ على كَيَف سَتنتهي مُعَالجتِي.


  

 أجريت هذه المُقابلة مع تشارلي كوفمان علي موقع مجلة the talks بتاريخ 21 ديستمبر 2011.






" لا أؤمن بالقواعد " كوفمان " لا أؤمن بالقواعد " كوفمان Reviewed by Roya on 6:27 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.