مُقتطفات من مُحاورة مع كوينتن تارانتينو





مُقتطفات من مُحاورة مع كوينتن تارانتينو:







- هل أنت مُشتاق للتسعينات؟

لا، مع أنِ أظنُ أنّْ التِسعينَات كانت فترةٌ جيدة... لقد كانت بالتَّأكيد جيدة بالنسبة لِي... لكنّْ تقريبًا مِثلمَّا نجىّ بُوب ديلان مِنّْ الستِينات حتى لا يُقال عنه مُغني من الستينات فقط، لقد وجَبَ علىيّ النجَّاة مِنّْ التِسعينات ... فعندما يُقدم " VH1 " برنامجًا بعنوان " أحبُ الِتسعيناتّ "، لنّْ يلمحوا باسمي فيه... فهُمْ لنّْ يذكروني... لكِن لو كنتُ سأشتاقُ إلى التِسّعينات، فهو بِسبب فِقداني للجميع من حولي لأنهم مُتصلين بالأنترنت طوال الوقت الأن.

- هل تقوم بِمُشاهدة الأفلام على الشبكة؟

لا، لا أقوم بِذلك... تِلفازي غير مُوصل بأي كمبيوتر.
أنه موضوع مُتعلق باختلاف الأجيال، لكن هذا لا يعني إنِي لستُ مُحبط بِسبَّب هذا... فِكرة أنّْ هُناك شَخَصٌ يُشاهد فيلمِي على هاتف محمول، مُحبطة للغاية.

- لقد رأيتُ شابًا في محطة القطار يُشاهد فِيلم دجنغو Django Unchained على هاتفه.

لا أستطيع حتّى مُشاهدة فِيلمًا على كمبيوتر مَحمول... أنا شخص تقليدي، أقرأ الجَرائِد، وأقرأ المَّجلات، وأشاهِدُ الأخبار على التِلفاز... وأشاهد CNBC كثيرًا.

- هل مَا زلِتَ تَكتبُ نُصوص أفلامِك علىّ الوَرَق؟

دعنِي أطرح عليك سؤالًا: إذا حَاولت كِتابة قصِيدة، هل ستفعل ذلك على الكمبيوتر؟

- هذا صحِيح. لنّْ أفعل.

 لنّْ تَحّتاج التُكنولوجِيا لكِتابة الشَّعر.

- ماذا كان فِيلمك المُفضل لهذا العْام؟

 لمْ أشاهِد أي شيء هذا العَامْ. لقد كنتُ مَشّغُول في صِنَاعة فِيلمي لفترة طويلة.
أعجبني فيلم " Kingsman. وقد أعجبتُ حقًا بفيلم " It Follows".

- ما الذي اعجبك حقًا فيه؟

 إنه أفضَّل طَرَحٍ لفِيلم رُعبْ قدّ شاهدتُه مُنذ فَتَرة طويلة، طويلة جدًا. إنه واحد مِن تِلك الأفلام الجّيدة التي تغضَّب عليها لأنها لمْ تكنّْ جيدة جدًا كَمَا ينبغِي.

- وكيفّْ يُفترض بِه أنّْ يَكَون جيد جدًا؟

 كانّْ بإمكانه جَعَل الـميثولوجيا مُباشرة. لقّد كسَّر ميثولوجياه يسارًا، ويمينًا، وفي الوسط.

- هل يُوجد أيّ صُناع أفلام جُدد أنت مُتحمس لهم؟

نوح بوماباتش. هُنالك جودة بول مازورسكي في أفلامه.

- لكِنه يقوم بِصّنع الأفلام تقريبًا بنفس طول الفترة التي عَمَلت أنتّْ بها. من أيضًا؟

 لم أرى كل أعمَّال الأخِوة "دوبلاس "، لكن الوحيّد الذي شاهدتُه أحببته جدًا. لقد اخرجوا فيلم " cyrus " وفيلم “Baghead." كل أفلام المامبليكور (يقصد بها لأفلام التي تصَّنع بإمكانية صغيرة) جاءتّْ حِين كُنت أعمل على فِيلم " Inglorious basterds" في المانيا، لهذا لمْ أسمَّع عنها. وبعدها عدتُ للمنزل وبدأت اقرأ عنها، ما كل هذا الهُراء بحق الجحيم؟ لذا شاهدتُ "Baghead." اخبرتُ صديقي إليفس ميتشل، " هل شاهدتّ أي مِن هذه الأفلام المامبليكور؟ لقد دفعني الفضول لمشاهدة baghead، وأظنه قد كَانَ فيلمًا جيَّد." وقد قال لي، " لقد شاهدتَ الجيّد فِيهم... ليستْ كلها بهذه الجَّودة... لقد عثرت على أنبوبة مُخلل ومسكت بالمخللة الأفضل فيها." وبالفعل لم أشاهد " Hannah takes the stairs."

- من الذي تراهُ مُنافسً لَكَ الأنّْ؟ هل تَتَنافِس مَعَ مُخرجِين مِثل " بُول تومِاس اندرسون"؟

 لا... إنها صَداقة.
 هذا ربما يُوحي بالغرُور، لكن لا أظنُ أنِى حقَا مُنافس لأي أحَدَ ليس بعد الأن... أنا في مُنافسه مع نفسِي... يُمكن أنّْ يحصَّل دِيفيد او روسل David O. Russell على الضَّجة الأكبر للعام، وهذا لنّْ يأخذ مني شيئّا... لا يُمكِن أنّْ أكونْ أسّعد من رؤيتي لريتشارد لينكل يترRick Linklater في حفل الأوسكار هذا العَام.

- ماذا عن رأيك بأفلام الأبطال الخَارِقِين؟

 لقد كنتُ أقرأ القصَّص المُصورة منذ طفولتي، لقد كنتُ مهّووس بمجموعة مارفل خاصتي لسنوات؛ لهذا ليس عِندي مَشَاكِل حقًا مع أفلام الابطال الخارقين، عدا أني أتمنى انه لم يكن علي الانتظار حتى أصل الخمسينات من عمري حتى تصبح أرائي بهذه الأهمية... بالعودة الي الثمانينات حِين كانتّْ الأفلام سيئة-لقد شاهدتُ أفلام أكثر مِما شاهدتُ طيلة حياتي، لقد كان إنتاج هوليود حِينها الأسوأ مُند الخمسِينَات – وهذا كانّْ لا يَزَالُ وَقَتَ جيد.

- هل سوف تصنع واحد؟

 لا، كنتُ ما زلت اعمل في مَحَل بيع أشرطة الفيديو! لكنِ كنتُ قد ذهَّبتُ لمُشاهدتهم... كان ذلك وقتي، كنتُ في العِشرِينَاتّْ من عُمري وكانّْ مِن المُمكن أن أكون مِثل الأشخاص في الكوميك كون الأنّْ، الذين يذهبون لمشاهدة كل فيلم من انتاج الدي سي والمارفل... لكنِي في الخمسينات من عُمري الأنّْ، لهذا لم أعد أشاهدهم.

- المُخرجين الجُدد هذه الأيام لمُجَرَد أنّْ يصنعوا فِيلم مُستقل ناجِح حتى يندفعوا فجأة نحو صِناعة أفلام الابطال الخارقين، أو ستار ورز Star wars، او حتى جوراسيك وولرد Jurassic World. بعد فيلم ريسوفر دوغزReservoir Dogs، لقد رفضتُ الاشتراك في أفلام مثل men in black او Speed. كيف كان مِن المُمكن ان تتغير مسيرتك المهنية لو أنك وافقتْ على العَمَل في هذه الأفلام؟ 

 ستكون مسِيرتي جيدة جدًا...
 أظَنَ الأمر ليس عن نَجَاح فِيلم مثل men in black او speed، او نجَاح بالب فيكشن pulp fiction، ولكنه أقربُ إلى كيفية تحّضير نفسك للعمل مع الشركات... في الحَّال، لقد حَضّرتُ نفسي كيلا أكون مُخرج يَتمُ استدعائِه للعَمَل في فِيلم ما... لنّْ اجلس في المَنَزل واقرأ النُصوص التي يُرسِلها الي أحدهم... سوف اكتب نصُوص افلامِي بنفسي، وانا لستُ مُتفرغ لإعادة الكِتَابة.
في مَرَحَلة مُعينة، لنّْ تحّصل على أي عُروض... لكنِ حين عَمِلتُ على Grindhouse ولم ينجح كما ينبغي، لقد بدأتُ اتحصل على العُروض مرة أخرى لمشاريع كبيرة.
 لقد كنتُ أفكر حسنًا... لقد فَهِمتُها... انا وَاقِع على مؤخرتي، وهم يعرفون ذلك... انا بالتأكيد اقل ثقة من أي وقت سبق مع مهنتي هذه اللحّظة.

- هل هُناك أيّ سلسلة أفلام كنت تُريد فعلًا بإخراجها؟

 يُمكنني أن أتخيل نفسي أعمل على الجزء الأول من فِيلم الصَّرخة Scream... حاولت شركة وينشتاين جلبّْ "روبيرت رودريغز" ليَعَمِل مَعَهُم... لم يَتَوقعوا أني مِن المُمكن أن أكونْ مُهتم به... انا فِعلًا لمْ أهتَّم بِعمل" وس كرافين" الذي اخرج الفيلم حِينها... أظنُه كانّْ مِثل السلسلة الحديدة التي رُبطتْ في سَاقٍ الفيلم وجعلته عَالِق على الأرض وأوقفته من الوصول الى القمَرَ.

- ما نوع المُسلسلات التِلفزيونية التي تُشاهِدهَا؟

 أخر مُسلسلان قد شَاهَدتُهَما كانا " Justified" و " how I met your mother."

- هل شاهدت مُسلسل True Detective؟

 لقد حِاوَّلتُ مُشاهِدة الحَّلقة الأولى مِن المَوَسِمْ الأول، ولمْ أسّتطع الانسجام مَعَهُ إطلاقًا... اظنه مُمل جدًا... والموسم الثاني يبدو فَضِيع... فقط من الدِعَاية – جميع المُمثلين الوسِيمين الذي يُحاولون أنّْ لا يبدو وسيمين ويمشُونّ وكأن ثِقل العالم كله فوق أكتافهم... أنه جِدي جدًا، وهم يبدون مِثل الضَّحايا، يتظاهرون بالبؤس مع الشوارب والملابس الجورنج.

الأن، مُسلسل الـ HBO الوحيَّد الذي يُثير إعجابِي هو The Newsroom لـ أرون سوركين. هذا المُسلسل الوحيد الذي شاهدته ثلاث مرات. اشاهده عِندما يُعرض صَبَاحًا في الساعة السابِعة في أيَّام الأحاد، وعِندما تُعرض الحلقة الجديدة... بعد أن تنتهي، اعيد مشاهدتِهَا مُباشرة... ومِن المُمكن أنّْ أعُيِد مُشاهدِتها مرة ثالِثة خِلال الأسبوع، فقط حتى أتمكن مِن الاستماع للحوارات مرة أخرى.




* نُشرت هذه المُحاورة مع كوينتن عبر موقع مجلة vulture بتاريخ 7 اغسطس 2015.

ترجمة: رؤيا شعبان.
مُقتطفات من مُحاورة مع كوينتن تارانتينو مُقتطفات من مُحاورة مع كوينتن تارانتينو Reviewed by Roya on 5:41 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.