"فتاة صغيرة وخنزيرها الخارق" Okja








لو كان هُناك أمرًا سيجعلك تفكر مرتين قبل أن تأكل الباكون (شرائح لحم الخنزير) المرة المقبلة، فلا شك بأنه الفيلم الأحدث للكاتب والمخرج بونج جون هو، أوكجا Okja، اصدرته شركة Netflix اليوم، وتدور احداثه حول العلاقة القوية بين مراهقة كورية صغيرة اسمها ميجا وحيوانها الاليف الغير اعتيادي: أوكجا الضخم والوفي. منحت شركة زراعية أمريكية أوكجا لجدَّ ميجا، شركة ميراندو، الذين اطلقوا على مشروع أوكجا بالخنزير الخارق، لكنه يبدو أقرب إلى فرس النهر بوجه فقمه لطيف. إنها مُخلصة بشكل كبير إلى ميجا، لأنها حيوانها الأليف، ورفيقتها، وكل عائلتها. يقول مُترجم المُخرج بونج ناقلًا كلامته: «إن أوكجا أنثى. أردت العلاقة بين اوكجا وميجا أنّ تكون مِثل علاقة الأختان، فتاتان صغيرتان معًا.»
تصَّور بونج أوكجا لأول مرة قبل سبع سنوات مضَّت عندما كان يكتب سيناريو فيلمه الأخير، وفيلمه الأول الناطق بالإنكليزية " SnowPiercer 2013."  قال لنا: «كُنت اقود السيارة في مدينة شاول، وتخيلت حيوانًا ضخمًا في الشوارع. كانت ضخمه في الحجم، ولكنّ لديها وجهٌ حزين، وهذا ايقظ تساؤلاتي، والذي وسع فكرة القصة: لماذا وجهها حزين؟ من هم عائلتها؟ وهكذا قادتني الأفكار لخلق شخصية مِيجا. التفكير في حجم أوكجا قادني أيضًا لتفكير في شركات التغذية التي ستكون خلف وجود هذا الحيوان الضخم.»
لعبت دور ميجا المُمثلة الناشئة" أهن سيو-هون." وهناك العديد من الوجوه الأخرى المعروفة في فيلم اوكجا. منهم تيلدا سونتون، والتي  لعبت أيضًا دورًا في فيلم SnowPiercer" و ساهمت في انتاج فيلم أوكجا، ولعبت دور الخصم في كلا الفيلمان: الرئيسة التنفيذية المُثيرة للشفقة لشركة ميراندو، لوسي ميراندو، وأيضًا لعبتَّ دور اختها التوأم، نانسي. يقول بونج: «ساهمت تيلدا في الكثير من اللمسات الابداعية في الفيلم، وقضيت وقتًا  ممتعا في العَمَل معها من قبل في Snowpiercer وبناءًا على تلك التجربة الجيدة، وثقتُ فِي اختيار تليدا حين بدأنا العمل على أوكجا.»
بالإضافة إلى تيلدا سونتون ضِمن فريق شركة ميرنادو، فقد شارك مَعَها المُمثل جاك جيلنهال الذي لعب دور مقدم برامج الحيوانات العالمي، والمُمثل جيانكارلو اسبوسيتو بدور مُساعد نانسي. وأيضًا المُمثل بول دانو، والمُمثلة ليلي كولنز، ونجم مسلسل the walking dead  ستيفن يون والذين لعبوا دور مجموعة من حماة حقوق الحيوانات، والذين عزموا على انقاذ اوكجا من مشروع ميراندو، ولفتوا انتباه العامة إلى الوضع في مسالخ شركة ميراندو.
 يؤكد بونج قائلًا: «هدفي لمْ يكنّ صُنع فيلم بروباغاندا(عمل ضجة)، ولم أرغب في اقناع الجمهور بأن يصيروا نباتين، أو محاسبتهم لأنهم لن يصيروا نباتين بعد مُشاهدة الفيلم، فإرادة الطبيعة هي بأنَّ حتى الحيوانات تأكل لحوم بعضها البعض، وبعدها يأكل البشر لحوم الحيوانات. ولكن فقط في العقود الأخيرة نهضتْ شركات تجهيز وتعليب اللحوم، وعلينا بذلك أنّ نأخذ وقتًا لنفكر في انعكاسها على واقعنا.»
الحوارات الإنكليزية في الفيلم قام بكتابتها الصحفي " جون رونسون." ( من اعماله Frank 2014، وthe men who stare at goats 2009) والذي يقول عنه بونج: «شاهدتُ فيلم فرانك وابهرني جدًا، احببتُ الحِسّ الفكاهي فيه، وذلك الحزن الذي غمر كل تلك الفكاهة أيضًا.»



المُحاورة التالية مع المُمثل ستيفن يون:



إيما براون: كيف تحصلت على دورك في الفيلم؟ أعلم مسبقًا بأن المخرج بونج أقترح في البدء على بعض المُمثلين صورة لأوكجا. هل هذا ما حدث معك؟

ستيفن يون: في الواقع كُنت قد التقيتُ مع المُخرج بونج قبل عامين من الفيلم في كوريا بالمصادفة. شربنا القهوة وتكلمنا، اخبرته كم أنا مُعجب بأعماله. وكُنت محظوظًا إذ انه لمْ يهتم بالطريقة الغريبة التي عبرت بها عن شدة اعجابي. لكن بعدها بعام تقريبًا تلقيت بريدًا الكتروني يقول لي فيه: " مرحبًا، أنا أكتب دورًا جديد وقد تخيلتك فيه." وقد جُننت من فرط السعادة. بالنسبة لي، فأن المُخرج بونج واحد من أعظم صُناع الأفلام، وهذا كان شرفًا عظيمًا. وكُنت لأقول نعم لأي دور أو أي شيء كان سيقترحه عليّ.

براون: هل كُنت تعلم بأنك ستكون متفرغًا للعمل في الفيلم؟ أعلم بأن مُسلسل " the walking dead" كان قد احتكر كل وقتك.

يون: كُنت سأبذل قصار جهدي للحصول على الدور بغض النظر عن أي شيء. وفي الواقع تعرضت لبعض المشاكل في جدول عملي، لكن ما كان رائعًا حقًا هو أنه كان للمخرج بونج رؤية واضحة لما كان يريد أنّ يفعل. فهو لا يطلب من المُمثل أن يلعب الدور فقط لأنه يستطيع حفظ السطور؛ فهو يملك عين ثاقبة للممثلين خاصة للدور الذي اختاره لهم بناءًا على ما يشعر بأن المُمثل يستطيع أنّ يفعل.  وهذا دفعني جدًا لأكون جزءًا من هذا الفيلم ولأتحمل كل العبقات التي اعترضتني، وأشعر بالامتنان جدًا لكوني فيه.

براون: كُنت قد شاهدتُ بعض مقابلاتك من مهرجان كان السينمائي، وكُنت تتكلمْ كيف أن شخصيك " كِ" هو جسر بين ثقافتين مُختلفتان-الثقافة الكورية والثقافة الغربية، وأيضًا هو يمثل جزيرته خاصة المنفردة.

يون: أظن بأنّ المُخرج بونج يعرف جيدًا الخصائِص الفريدة للكيفية أنّْ يكون المرء مهاجرًا أسيوي- أمريكي، وتحقيقًا لهذه الغاية، كيف تكون كوري-امريكي قادمًا إلى كوريا. فنحنّ لم نتكلم حوَّل الأمر. فالمخرج بونج مُواطِن كوري؛ وهناك بعض المشاكل التي تحدث وقد تبدو عادية مع الكوري الامريكي وقد لا تبدو نفسها بالنسبة معه. وهذا عبقري كيف يمتلك القدرة على أن يعفي نفسه في معرفة هذا الفارق بدلًا من أنّ يجلب شخصًا أخر خصيصًا لتنفيذ ذلك. بينما كُنت ألعب الدور، أكدّ لي ذلك مرة أخرى، حتى بالطريقة التي كتب بها الشخصية، نفس الأفكار التي تدور في رأسي معظم الوقت. "كِ" في جزيرته الخاصة؛ فالبلد الذي يفترض أن يُعَرفَا من خلالها لا تظن بأنه جزءٌ مِنها، والبلد الذي يفترض أنّ يكون مِنها لا تفهمه. وهذه كانت بالفعل تجربة سوريالية.
Image result for Steven Yeun

براون: يترجم "كِ" بين ميجا وفريق ALF خلال الفيلم، وحين رأيتُ ذلك أول مرة، لم أكنّ واثقة إذا كان كِ كسول في ترجمته، أو أنه يفتقر للقدرات اللغوية لينقل كلام بول دانو كما هو.

يون: صحيح، فهذا هو الموقف الذي وجد كِ نفسه واقعًا فيه. لو كانت لغته الكورية جيدة، لو كانت مُمتازة، حينها سيكون له مكانًا ليُعَرفا نفسه بِهَا وسيفهمه الناس. لكن في الحقيقة، والتجربة المشتركة أكثر هي في أنه لا يملك تلك القدرة؛ فهناك بعض الاختلافات الثقافية التي لن تسمح لك بمعرفة الفروق الدقيقة في اللغة بالطريقة التي تظن بأنك تعرف بها.  فالفيلم تجربة مُختلفة للجمهور الكوري. فالجمهور الكوري يعلم إن ما يُتَرجِمه كِ ليس إلا نسخة رديئة للغاية مِما يقول بول. لكن هذه هي الأمور المثيرة حول هذا الفيلم- بوسعك أنّ تُشاهده من أي نقطة، وسيكون مُختلفًا لكل شخص يراه.

براون: كم أخبرك المُخرج بونج حول ماضي شخصية كِ وكم من ذلك اخترعته أنت؟

يون: لقد قُمنا بتطويره معًا. كُنت ارمي اليه ببعض الافكار من حين لأخر، واحيانًا يأتي هو بفكرة وبعدها نعمل عليها، أو في بعض الاوقات يقول لي: «ماذا لو أنه كان مثل هذا؟» فيأتي أحيانًا ويرمي عليا ببعض الشذرات الذهبية مثل: «ربما كِ سيبتعد ولكنه يبحث عن وسيلة تدفعه للاستمرار في هذه المهمة.» بالنسبة لي، الفراغ الذي قمتُ بملئه في الشخصية كان من ناحية الحوافز: لما سيواصل القيام بهذه المُهمة؟ لما تسبب في طرد نفسه؟ لماذا وضع ذلك التاتو الغبي؟ وبذلك تُلاحِظ بأن كِ حقًا يريد أن يكون جزءًا من شيئًا ما ولكن الناس لا تسمح له.

براون: أفترضُ لأن اوكجا كائن خيالي، لمْ اتصور بأنني سوف أتأثر بما سيحدث لها وكيف أنّ ذلك كله سيرتبط بفكرة أنتاج اللحوم التي نستهلكها يوميًا.


يون: أظن انه هُنا يكمن جمال هذا الفيلم: سيبدو كما لو انه فيلم مغامرة خيالي حول طفلة صغيرة مع صديقها الخنزير العملاق الوفي، لكن فيما يبحر بنا المخرج بونج خلال هذه المغامرة، سنلاحظ بأنه ليس ذلك الفيلم الخيالي أو الجنوني أو السوريالي. إنه واقعي جدًا. فهو لا يقدم لك عرضًا ويخبرك متى يجب أو لا يجب أن تأكل اللحم؛ هو فقط يعرض عليك حقيقة ما يجري. فهو لا يزيف حقيقة المسالخ، فقط ذهب بونج بنفسه إلى مسالخ حقيقة ليجري أبحاثه اثناء الكِتابة. فهو بطريقة ما يضع مؤشر مباشر حول كم بلغت علاقتنا التكافلية بالطبيعة. بطريقة كما لو انك تضع مراءة حول كل عيب فيك، بذلك تستطيع أن تحدد ما هي اخلاقك فعلًا.



نشرت هذه المحاولة عبر موقع مجلة the interviww خلال 2017
"فتاة صغيرة وخنزيرها الخارق" Okja  "فتاة صغيرة وخنزيرها الخارق"  Okja Reviewed by Roya on 9:47 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.