مقابلة: نيكولاس ريفن ويندج حول فيلم شيطان النيون 2016





كولين كيلسي: أريد أن أبدأ بالكلام عن الجَمَال.. إنه سِلعة، لكن من الصَّعب الحصول عليه.. والذي يسعي وراءه عادة يصير مُحبط، إنه مُبتذل.. لماذا أردت صنع فيلم عنه؟

نيكولاس ريفين: حسنًا، دعني أسئلك أولًا سؤال...

كيلسي: بالطبع.

ريفين: ماذا كانّ سيظنُ "أندى وارهول" حول فيلم " شيطان النيون"؟

كيلسي: لقد كانّ أندي مُنشغل بالمظاهر، أظنُ أنه كان حقًا سيحبه.

ريفين: هو بالفعل يمكن أن يكون فيلمًا مِثالي لأندي وارهول بطريقة ما.. الجمال من ناحية هو النقاء الظاهري، وفي اليد الأخرى، هو أكثر العناصر تعقيدًا يمكن أن نصله لأنه يقول كل شيء عنّا نحن البشر.. وهو موضوع سرعن ما نتجادل فيه.. وهذا مُثير للاهتمام جدًا.

 حسنًا، استيقظتُ في أحد الأيام ولحظتُ بأني لمْ أولد جميل، لكن زوجتي جميلة، لهذا قررتُ صنع فيلم رُعب عن الجمال: كيف يمكن أن يكون شعورك لو ولدت جميلًا.. نحنُ نعيش في ثقافة مهووسة بفكرة الجمال، حيث هذا من جهة أمر عظيم، لكن من الجانب الأخر، خطير بشدة.. إنه مثل العيش في هذا الابتذال.. شعرتُ بأنّه يجب أنّ أصنع فيلم رعب عن مراهقة لأنه ليست حقًا مشكلة أبناء جيلي.. إنه جيل صغاري.. أنه جِيل "إيل فانينغ" أيضًا.. لقد بدأنا بتصوير الفيلم حين كانت إيل في السادسة عشر من عمرها. لقد ولد جيلها في ثورة عصر الديجتال.. صارت التكنولوجيا أداة، جزء من حياتهم اليومية.. لكن الجيل القادم سيولد في هذه التكنولوجيا التي ستصير واقعه.. وهذا بالتحديد أين وضعتُ " شيطان النيون."

 أردتُ صنع فيلم يحتفل بالنرجسية بوضوح، كأنها فَضَيلة.. مِن سخرية القدر، كنتُ قد التقتُ باندي وارهول فعلًا وأنا بسن الخامسة عشر، في نيويورك بالتحديد، في أحداث مسرحية Divine.. دائرة متكاملة..

كيلسي: أريد العودة لشيء كُنت قد قولته، عن الاحتفال بالنرجسية، لأن النرجسية شيئًا يدعو إلي التفاهة، وتدعو إلي الميلودراما.. هل تصورتّ دائمًا أنّ الفيلم هو احتفال بهذه الصِفات؟

ريفين: أوه نعم.. في الدقيقة التي تحتفل بها بالنرجسية، والتي من جهة هي معقدة، وسخيفة جدًا.. عليك أنّ تحب نفسك بفكاهة.

 وفيلم " شيطان النيون" مُضحك جدًا.. إنه فيلم مزيف جدًا لأن الموضة مزيف جدًا.. لماذا لا نتبنى ذلك؟ بقدر ما هي تجربة فنية، فهي سخيفة بكل معني الكلمة.

كيلسي: ماهي علاقتك الخاصة بعالم الموضة؟ لقد قمت ببعض الأعمال الدعائية لشركات مثل " Gucci" و “YSL" ؟

ريفين: حسنًا، اظن أنّ شركة "برادا" عرفتني بعالم الموضة بإظهارها لي بصورة جيدة.. ( ضحكات) زوجتي، لأنها هي من يشتري لي الملابس وحين لا أرتدي برادا، فهي تملك ذوق عظيم في الاختيار.. مؤخرًا كنتُ محظوظ بالقيام ببعض الحملات الدعائية لبعض الماركات وقد استمتعتُ كثيرًا بذلك.

كيلسي: قبل أن تختار العارضة " أبي لي" في فيلمك، هل كُنت تعرف بأنها عارضة أزياء شهيرة جدًا؟

ريفين: لم يكنّ لذي أذني فكرة عمن تكون.. فقد رأيتها في أحد مقابلات التمثيل.. وأحببتها جدًا. وقد قالت زوجتي "هل تعرف من تكون؟" وقد قلتُ لها" لا." (وقد قالت) " إنها أبي لي، إنها أحد أهم العارضات." وقد قلتُ " اوه، ماذا تعرفين؟" وبعدها تبين أنّ إيل أيضًا تعرفها وقد كانت تتبعها في المجلات حين كانت أصغر.. وقد كانت أبي حقًا مساعدة جدًا لي بطرق مختلفة، كونها مُمثلة-وهي جيدة بالفعل-لكن أيضًا للإجابة علي كل شيء يتعلق بعالم الموضة، وقد كنت أقول " هيا لنسأل أبي." وقد كانت مساعدة جدًا.. ممثلة جيدة، غرائزية جدًا.. مذهلة في الصور.. لا تصدق على الاطلاق، ولم تكن لديها أية مشكلة في خلع ملابسها.

كيلسي: أيضًا أريد أن أتكلم عن الانتقال من العمل علي أفلام الذكورية، مثل درايف، إلي فيلم الأنثوي، رغم أنه الجانب الوحشي من الانوثة..

ريفين: لقد وصلتُ إلى أعلى نقطة في خلق علم ذكوري في فيلم " درايف."  لم يكنّ يمكن أنّ أصل إلي اعلي من ذلك.. كانت تلامس المثالية.. وفي فيلم " أونلي غود فورغيف" كان بالطبع قد أضعفتُ هذا الجانب، وفككه، وزحفتُ عائدًا إلي الرحم حتى أولد من جديد على شكل فتاة في السادسة عشر من عمرها.. وقد خلقت سببًا جيدًا في النهاية.

كيلسي: كما قلت، كانت إيل في السادسة عشر حين بدأت التصوير.. هل كان هذا ترابط ممتاز لقدرتك على الابتكار حين بدأت الفيلم؟ باختيارها لدور البطولة، كيف جسدت القصة؟

ريفين: حسنًا لم يكنّ الأمر حول اختياري لها لأنه لم يكن هناك أحد غيرها ليلعب دور جيسي.. لقد بدأت اشاهد مُمثلات مجهولات لأن أحدًا لم يكن يملك " الشيء،" هذا العنصر الذي يسمي " الشيء." لقد شاهدتُ مُمثلات غير معروفات وصعب الأمر.. من الصعب إيجاد شخص له كل النقاط المطلوبة.

 ( إذا) لم تكن هي المُمثلة الصحيحة للعب دور جيسي، لم يكن هناك غيرها ليقوم بالدور أساسًا.. لقد تكلمنا عنها.. لقد حددنا موعد لمقابلة إيل من قبل مديرة أعمالها.. وأرسلت لي مديرة أعمالها صورة لها وحين شاهدتُ الصورة قلتُ " هذه هي الفتاة. إنها هي!" بشكل تلقائي قلتُ " اجلبوا إيل فانينغ."

وقلتُ أيضًا " من دونها لن يكون هناك فيلم." جاءت إيل إلي بيتي وكنت أعمل علي الفيلم مند حوالي العام والنصف، وربما أكثر، أعمل وأتوقف، لقد تراكمت عندي الكثير من الأفكار ومسودات مختلفة للنص.. حتى إني بدأت في استعداء فريق العمل.. لم تكن عندي صورة متفردة لما سيكون عليه الفيلم في جملة واحدة.. علي أية حال، جاءت إيل وقلتُ لها، " أسمعي، أريد أنّ أعيش خيالي في أن أصير فتاة في السادسة عشر من عمرها، وأظن كل رجل يرغب في خوض هذا، أريدها أن تكون أنتِ، أريد صنع فيلم رعب عن الجمال، وقد يكون ميلودراما، أو فيلم خيال علمي مع البذاءة والكثير من الميلودراما وبعض السطحية فيه." وقد قالت لي:" حسنًا." بشكل تلقائي، قالت إنها تريد أن تكون جزء في فيلم عن الجمال لجيلها.. وقلت لها " توافق ممتاز.. نستطيع الأن بدء التغير."

 وسألتها أهم سؤال، وقد كان " هل تعتقدي بأنك جميلة؟" وفي البدء ضحكت، وقلت لها " لا، إنني جاد، هل تعتقدي بأنك جميلة؟" وقالت بعدها، "نعم." وهذا حِين توضح لي جيدًا بأن " شيطان النيون" هو في الأساس الاحتفال بالنرجسية.

كيلسي: ميثولوجيا لوس أنجلس وضعت الأساس لجو الـfairly tale في سرد الفيلم، الفتاة البريئة تنتقل نحو المدينة الكبيرة وتبتلع في داخلها.. واضح أنك عملت في لوس انجلس مِن قبل، فهل هي خيار طبيعي؟ هل جاء خيارك لها بشكل تلقائي؟

ريفين: لوس أنجلس صارت المكان الوحيد الذي تريد زوجتي أنّ تعيش فيه.. هذا حل النقاش.. لم أرغب في صنع فيلم عن عالم الموضة؛ أردتُ صنع عالم عن الجمال، وهو كل شيء.. لسخرية القدر، الموضة في نيويورك أو باريس أو ميلان أو أي مكان، والموسيقى في برلين، أو الفن في.. لا أعرف، مدريد- كل هذه الأشياء تأتي وتذهب.. ولكن كل شيء يأخذ إلى هوليود..

لو كانت قصة " ساحر أوز" حقيقية، لكانت في هوليود.. ستكون دورتي هي جيسي، لكن سيكون هناك السم بدل البراءة.. هناك نوع  من الازدواجية في فكرة شخصيتها.. هل هي في الأساس هُنا لخلق الفوضى أو هي ضحية لهذا الهوس؟ هوليود هي المكان المُلائم بالطبع.
مقابلة: نيكولاس ريفن ويندج حول فيلم شيطان النيون 2016 مقابلة: نيكولاس ريفن ويندج حول فيلم شيطان النيون 2016 Reviewed by Roya on 4:35 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.