مقابلة مع المخرج الايراني أصغر فرهادي حول فيلمه " البائع" 2016



كولين كيلسي: أريد بدء بالحديث عن المشهدان اللذان افتتحا وانهيا الفيلم، من إعداد المسرح المنعزل، وقوتهما ودورهما في القصة الكبرى للفيلم.

Related image
- أصغر فرهادي: كلاهما، المشهد الأول والمشهد الأخير من الفيلم متصلان بالمسرح. في البداية نشاهد تصميم المنزل، وهناك أضواء تطفئ، وفي النهاية نشاهد الناس يضعون الميك أب استعدادا للذهاب إلى المسرح.. إنها مفارقة. عندما تكون مهنتهما هي التمثيل، هذا يعني بأن لديهما القدرة على وضع نفسيهما مكان الناس الأخرين. وعندما يواجهان هذه المشكلة، تسأل نفسك «هل بوسعهما أن يضعا نفسيهما مكان الشخصيات الأخرى» هل بوسعهما ذلك أم لا. هذا هو (أين تقع) المفارقة، تأتي من فكرة انهما ممثلان ويرتدا إلى المسرح.

- كيلسي: حين كتبت القصة لهذا الفيلم، ما الذي جاء أولًا، الحبكة، أو البناء أو الشخصيات كممثلين؟

- فرهادي: فكرة المسرح جاءت لاحقًا. عندما أدركت بأن عملهما سيكون التمثيل، جاءت فكرة المسرح. لدي فكرة عن قِصّة لزوجان انتقلا للعيش في منزل جديد ويتسبب لهما المستأجر السابق في بعض المشاكل، وشخص ما يأتي في منتصف الليل ليقلب حياتهما رأسًا على عقب. لدى هذه الفكرة منذ سنوات.. لكنِي كنت أفكر بشكل دائِم: «إنها غير مكتملة، ينقصها شيئًا ما.» حتى استوعبت بطريقة ما، «أوه، هذان الزوجان من المُمكن أن يكونا ممثلان! هذا سيعطي القصة طبقة أخرى.» والشيء الذي كان مثيرًا بالنسبة لي في هذا المشروع-التحدي، كان بأن تخرج العلاقة بين الحياة الواقعية والمسرح بشكل صحيح. أريد من الجمهور يتشككوا وأن يسألوا أنفسهم سؤالًا: «هل نحن نشاهد المسرح الأن، أو أنّ هذه هي الحياة الواقعية؟» أحيانًا نشعر بأنّ الحياة تشبه المسرح، بالفعل.

Image result for asghar farhadi salesman

- كيلسي: في أي مرحلة جاءت مسرحية " موت البائع" إلى القصة، وكيف ترى التشابه بين الشخصيات التي يلعبها المُمثلين مع العلاقة في حياتهما الحقيقة التي نشاهدها في الفيلم؟

- فرهادي: عندما كتبت القصة لهذه الشخصيات، سألتُ نفسي، «ما هي المسرحية التي سيلعبونها؟» قرأتُ الكثير من المسرحيات حتى عثرت على موت البائع وقد تحمستُ لها، لأني وجدت الكثير من الروابط بين قصتي وبين مسرحية موت البائع. وبشكل موضعي، تيمة الإذلال كانت متشابهة بينهما. كان مثيرًا جدًا بالنسبة لي أنّ عِماد، الشخصية الرئيسية، يمثل دور "ويلي لومان"، والذي هو صاحب شخصية البائع في المسرحية، ولكنه يتصدى لنسخة "ويلي لومان" الإيرانية في أرض الواقع. هذه المفارقة التي لا يمكنه فهمها،  كيف يمكن أنّ يتعاطف نحوه؟ البائع الإيراني كان مثيرًا جدًا

- كيلسي: ما هو نهجك لتخلق نفسيًا الشخصية التي تنتقل من الحالة الطبيعية أو القناعة لسعى إلى الثأر أو العُنف؟

- فرهادي: ليس في هذا الفيلم وحسب، في أي فيلم، الشخصيات تتغير حين تضعها في مواقف عصية.. في الحياة الطبيعية الناس ينظرون إلي بعضهم. وحين تحدث أزمة، بعدها يأتي الفرق، ونرى الجوانب المختلفة لهذه الشخصيات. تخيل معي إذا قالوا لك الأن بأن هذا الباب مغلق وليس بوسعك الخروج من هنا ليومين. بعدها لن نكون نفس الأشخاص الذين نجلس هنا الأن، سوف تظهر شخصيتنا الحقيقة.. هذا ما حاولت فعله مع منهجية الشخصيات. إنهم يعكسون أو يتفاعلون مع الأزمة الذين هم في منتصفها.

- كيلسي: بالنسبة لك سينمائِيًا، ما هي الأدوات التي تحضر معًا العناصر الواقعية والتشويقية، والتي نراها في هذا الفيلم؟

- فرهادي: هذه العناصر التي تراها، لو كتبتها على ورقة أو نظرية، تبدو لك كما لو انها لن تأتي معًا. نحن دائمًا عندنا الأفلام التي تأخذنا أكثر نحو الحياة الواقعية، لكن لا يوجد فيها دراما أو تشويق كافيان، أو لدينا فيلم دارمي بالكامل، أو تشويقي بالكامل، لكنهما بعيدان عن الحياة الواقعية. دائمًا حين أشاهد فيلمًا، الأفلام التي تحتوي دراما جيدة، أفكر «اتمني لو أنها أقرب للحياة من ذلك.» لكن عندما اشاهد فيلم واقعي جدًا أفكر «حسنًا اتمني لو يوجد فيه دراما أكثر.» وقد حاولت حتى الأن، في الأفلام التي صنعتها، أن أقرب بين هذان العنصران واجعلهما أقرب لبعضهما الأخر.

- كيلسي: أريد أيضًا الحديث عن التوتر بين الدفع نحو الحداثة وعلاقته مع التقاليد، والذي جاء في العلاقة بين الشخصيات، لكن أيضًا في البناء تحديدًا حيث يعيشان.

- فرهادي: دائم أفكر بأنه في البلدان التي تضرب فيها الحداثة لاحقًا، يبدو بأن كل شيء يتغير فيها على نحو سطحي، الأشياء المادية هي ما يتغير، لكن الأشياء في الداخل لا تتغير حقًا. هذا هو دائمًا التحدي لمثل هذه المجتمعات، لتخلق انسجام بين التقاليد الثقافية وحداثة الحياة العصرية. سواء احببنا ذلك أم لا، الحداثة هي شيء قادم من البلدان الغربية، وحين تأتي الحداثة إلى البلدان الشرقية، يشعرون بأنهم يحتاجونها، في نفس الوقت فهي تهز أساس الثقافة، وهنا يأتي دائمًا التحدي بين الأمرين.

نشرت عبر موقع مجلة the interview
مقابلة مع المخرج الايراني أصغر فرهادي حول فيلمه " البائع" 2016  مقابلة مع المخرج الايراني أصغر فرهادي حول فيلمه " البائع" 2016 Reviewed by Roya on 4:04 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.