مقابلة: وودي الن


 - السيد “ألن " ، هل تؤمن بأن السعادة في الحياة مُمكنة ؟

هذه نظرتي، وكانت دائماً نظرتي للحياة، نظرة مُحبطة جداً. لقد كانت دائمًا هكذا مُنذ أنّْ كُنت صغير؛ ولم تتغير للأسوء بسبب تقدم العمر أو أي شيء. اشعر بأنها محبطة، قاسيـة، كابوسيه، تجربة لا معني لها. والطريقة الوحيدة لتكون سعيد هي أن تكذب وتخدع نفسك!

- أعتقد أنه من المُمكن القول ، أن أغلب النّاس لنْ تخالف الرأي؟
.
لكنْ أنا لستُ أول شخص يقول هذا حتي الشخص الأكثر فطانة. لقد قالها نِتشيه، قالها فرُويد. قالها يُوجِين أونيٌل. الشَّخص يَجب أنّْ يخدع نفسه ليعيش. إذا نظرتّ للحياة بِصدق ووضوح، سوف لن تُطِيقها، إنها مُغامرة مُحبطة للغاية، وسوف تعترف بذلك في النهاية

. - من الصّعب تخيّـل “وودي ألن " يعيش حياة صعبة ...

لقد كُنت محظوظ جدًا جعلتُ موهبتي حياة انتاجية مُثمرة بالنسبة لي، ولكنِ لستُ جيد في أي شيء أخر، لستُ جيد في تخطي الحياة، حتى ابسط الأمور. هُناك أشياء تبدو كلعب العِيال للناس ويصعب عليا القيام بها

هل تستطيع إعطائي مثال؟

مثل تفّقد حَجّر طائرة او فندق، علاقاتي مع الناس الأخرى، الذهّاب للمشي، تبديل الاشياء في متجر...إنني اعمل على نفس الألة الكاتبة مند أن كنتُ في السادسة عشر من عمري-ولا تزال تبدو جديدة. كل أفلامي كتبتها على تِلك الألة، لكن حتى الأن لا أزال عاجز عن تغير شريط الألوان بنفسي، احياناً. كان هُناك وقت حِين دعوت الناس للعشاء فقّط حتى يُستبدلوا شريط الالوان، هذا مأسّوي!


ألا تثق بوجود أشياء جيدة في الحياة؟

 الحياة مليئة باللحظات الجيدة، الفوز في اليانصيب، رؤية امرأة جميـلة، عشاء رائع-ولكن الأمر كله مأسوي. أنها واحــة غنية، خُد على سبيل المثال فيلم برغمان، (الخاتم السابع). هذا الفيلم الماسي العظيمة، ولكن هناك لحظة عندما يجلس البطل مع الأطفال ويشرب الحليب ويأكل الفراولة البرية. ولكن تِلك اللحظة تختفي بسرعه ويعود للوجود كما كان عليه.

- هل انت مُتشائم بِنفس هذا القدر مع " الحُب “؟

هذا الامر يعتمد علي الحظ أكثر مِمَا تعتقد، الناسّ يقولون لو أردت الحصول على علاقة جيدة، عليك العمل على هذا. ولكنك لا تسمع هذا الكلام على شيء اخر تُحبه، مثل الإبحار أو كرة القدم، لن تقول: عليا العمل على هذا. فقط تُحب ذلك الشيء. لا تستطيع العمل على علاقة؛ لم تُسيطر عليها. يجب عليك أن تكون محظوظ وأن تعيش حياتك. وإذا لم تكنّ محظوظ عليك الاستعداد لدرجات مِن التعذيب. لهذا كل العلاقات تبدو صّعبه وفيها درجات مِن الألم. النَّاس تبقي معاً من أجل الحفاظ على الوجود، لا يملكون الطاقة الكافية. لأنهم يخافون من البقاء وحدين، أو مِن إنجاب الصِغار.


هل يستطيع الرجل أن يحب امرأتان في نفس الوقت؟
أكثر من اثنين (يضحك) اعتقد انه يستطيع! لهذا فالرومانسية صعبه ومُؤلمة جداً، ومُعقدة أيضًا. يمكن أن تكون مع زوجتك، زواج سعيد جدًا، تم تلتقي بامرأة وتُحبها، ولكنك تُحب زوجتك، أيضًا. وتُحت الأخرى في ذات الوقت. أو من المُمكن أن تلتقي الامرأة الأخرى برجل أخر فتُحبه وتُحبك أنت أيضاً. وبعد ذلك تلتقي بشخص اخر، ويُصبح هناك ثلاثة اشخاص في حياتك. (يضحك) لماذا إذا نُحب شخص واحد؟





الأمور تبدو شائكة بالإنصات إلى نصائحك.

من المُهم أن تُسيطر على نفسك لان الحياة تُصبح أكثر تعقيداً إذا لم تفعل، لكن الدوافع غالبًا ما تكون عِند الناس. البعض يقول ان المُجتمع يجب أن يكون أكثر انفتاحاً. وهذا لا يعمل أيضًا. انه موقف خساران في الحالتين، إذا اتبعت المراءة الأخرى أنه موقف خاسر ايضاً وهذا ليس مجيد لعلاقتك ولا حتى لزواجك. حتى لو كان زواجك مُنفتح ومسموح لك بهذا، هذا ليس جيد ايضاً. لا يوجد طريقة، فِي النهاية حقًا، لن تكون سعيداً إلا إذا كُنت محظوظ!





- هل سبق لكّ ان بكيت؟

ابكي في السينما دائما. تقريباً هو المكان الوحيد الذي أبكي فيه، لأني اعاني من مشكله في البُكاء.  أثناء عملي في " هانا وأخواتها Hannah and her sisters " كان هناك مشهد حيث أفترض على البكاء، وقد جربوا كل شيء، ولكنه كان مستحيل. رشوا علي عيناي ولكنِ لم أبكى، لكن في السينما أذرف الدموع. مِثل السحــر، شهدتُ نهاية " سارق الدرجات " او " اضواء المدينة ". انه المكان الوحيد، ليس حتى في المسارح وتقريبا ليس حتى في الحياة!





كُنت تمثل في اغلب أفلامك، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحتّ لا تظهر إلا نادراً، لِماذا؟

فقط لأنه لا يُوجد جزء جيَّد، لسّنوات لعبت دَور البطولة في الافلام الرومانسية وبعدها لم يعد بأماكني القيام بذلك. لأني صِرت كبيـر. ولا اجّد مُتعه في لعبّ دور الرجل الذي لا يَحصل على فتاة جميله. أنه مُحبط تخيل القيام بصنع أفلام من بطولة " سكارلت جوناسون" أو " ناوومي واتز" والرجال الاخرين يحصلون عليهن وانا فقط مُخرج. أنا ذلك الرجل الكبير الذي يكون مخرج العمل. لا أحب هدا. أحب ان أكون الشخص الذي يجلس معهنّ على طاولة المطعم، انظر لأعينهن وأكذب عليهن. إذا لم أستطع فعل هذا لنّ يكون منّ المُسلي ان أمثل في اي فيلم.




- ما هو رأيك حول الكبر في السن؟

أجدها صفقة خسيسة، لا يوجد اي مميزات بأن تكون كبير. لا تصبح أكثر ذكاء، ولا أكثر حِكمة، ولا أكثر نُضج، ولا تصبح ألطف، لا شيء جيد يحدثّ. ظهرك يُؤلمك، يُصبك عسرٌ في الهضم، والبصّر لم يعد جيد، وتحتاج لجهاز يساعدك على السّمع. انه أمر سيء أن تصبح كبير وسوف أنصحك بأن لا تفعلها إذا كان بأماكنك الابتعاد عنه. فليس هناك أي خاصيات رومانسية.


هل سوف تتوقف عن صُنع الافلام؟



بكل بساطة أنا أحب العمّل. أين يمكنني تطوير طموحاتي؟ كـفنان، تسعى دائمًا نحو إنجاز عمل عظيم ولكنِ يبدو كأنك لن تصل لذلك أبدًا. تُصور الفيلم، والنتيجة من الممكن دائما ان تكونّ افضـل. وتجرب مرة اخري، تفشل مرة أخري، بطريقة ما أجد هذا مُمتع للغاية. لن تخسر تركيزك عن هدفك ابدًا. أنا لا أقوم بعملي مِن أجل الحصول على النقود أو لتحطيم أرقام في البوكس أوفس. بكل بساطة انا أجرب الأشياء. ماذا سيحصل لو حققت الكمال في عملي، ماذا سوف أفعل بعد ذلك؟




أجريت هذه المُقابلة بتاريخ 20 يوليو 2012 علي موقع مجلة the talk

لقراءة النص الأصلي:
http://the-talks.com/interview/woody-allen
مقابلة: وودي الن مقابلة: وودي الن Reviewed by Roya on 3:19 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.