مقابلة: مع المخرج فرانسيس فورد كوبولا






Francis Ford Coppola


  -  السيد كوبولا ، لقد قُلت ذات مرة انه من الصعب أن تكُون فنان جيد و غني ، هل ما زالت تفكر بنفس الطريقة؟

 هذه الأيام أعتقد أنه مِنّْ الجَيَد أنّْ تَكُون غَنِي لأنك لنّْ تَجَنِي ايّ نُقود مِنّْ صُنع فِيلم شَخّصي. (ضحكات) لا أحد سوف يذهب لمُشَاهدهِم. إذا أردتّْ جَنِي النُقود مِن صُنع الأفلام فَعَليّك أنّْ تَصّنع ذلك النَوَع مِن الافلام الذي تُحبه الجَمَاهِير الكبيرة وتُريد مُشاهدته، الفيلم الذي يُشبِه الافلام الأخُرى التّي كانوا قد شَاهدوها. لِهَذا السّبب يصنعون أجزاء مُختلفة من نفس الفيلم. بالنسبة لهُمْ صُنع فِيلم واحد هو مُخاطرة وهم لا يحبون المُخاطرات. لا يُوجد مجال اعمال يحب هذا.

-        أليس مِنّْ الصعِب أن تُقاتِل ضِد هذا الاتجاه؟
 
انه صَعِب عِنَدما تسأِل الجمهور بأنّْ يذهبُوا لرِحلة مُختلفة عنّْ تِلك التي اعتدوها. أيضًا، مُنتِجي الأفلام لا يردون أنّْ يُمَولوا كل فِيلم هدفه أنّْ يكون مُختلف، أنهم يُردون الافلام ان تكون مثل الكوكا كولا. تحصل عليها وهي كوكا كولا وتشّربها تُم يُصَنِعونها مَرَة اخُري واخُري وأخُرى وسَوّف يَحَّصُلون علي نُقود وفِيرة.

-        مَا سَبَبَ هذه اللامبالاة فِي الفنّْ؟
حَدَث هَذا مُنذ زَمَن بَعِيد. حِين صَّارت السِينما الحَّدِيثة وحكِي القِصّص راقِي فِي العصر الصَّامت فِي برلين وكل أولئك الألمَان كانُوا يُحَاوِلون تعلم حكِي القصّص بالصُور، جَاءَ الصَّوت وأوقف كل شيء والأفلام صارت مَسرحِيَات. لقد قَال مُورنو ذاتَّ مَرَة كان الصوت أمر لا مَفَر مِنه لكن هذه هي جاءت في وقت سريع لأننا كُنا لا نَزَال نَتَعلمْ صُنع الأفلام. لقد مَاتَ وهو صغير لكنه تَرَك أفلام جَمِيلة.

-        ما هو تَعَّرِيفك للنجاح، إذا لمْ تكنّْ تَهّتَم للجانِب التِجَارِي من عمل الافلام؟

عِندما تحضر العَشَاء وتدعو عشرة اشخاص للعَشَاء وبعد أن يأكلوه، تريدهم ان يقولو لك " أوه! ما هذا العَشَاء الجميل! " لا تُرِيدهم أن يَقُولوا " لم يُعجبنِي العَشَاء، انه سيء"، لكن في عمل الأفلام تَسّتطِيع ان تعمل لمُدة عَامَ وسوف يقُولونّ "هَذَا غَبِي، انه سيء، مُريع " لو كان هذا رد فِعلهم اتجاه عشاءك بهذه الطريقة أيضًا فَسَوفَ ينكسِر قَلبِك. لهذا تُريد النّاس ان تَسّتَمتِع بِه وتُريد أن تَمِنحهم شُعور جَيِد بأنك من قام به، لكن النجاح وهمي جداً وهو يَعّْتمِد عَلى منّْ يٌفسره. النُقود تَفّعل، بِالطبع، لِهذا كلهم يُردونها، وانا محظوظ جداً لأني تحصلتُ على الكثير مِنها.

 - كافي لجعلك تَبَقّي هَادِئ في حال فشل أعمالك فِي البُوكِس اوفس ؟

لقد قلتُ لزوجتِي ذاتّ مَرَة " نَحنُ نَمِلك الكثير مِن الواين نستطيع ان نشربه ليلاً ونهاراً وحِين نَمُوت سَوَف يبقي الكِثِير مِنه كافي لمئة عام أخَر" والنُقود تُشبِه هَذَا، ايضًا. أسَتطيعُ أن أصَّنِع فِيلم جَدِيد كل عَام او عَام ونِصف واخسرهُ كُله.  أسّتطِيع القِيام بِذلك لوقت طَوِيل.

- هلْ سَيقُنِعك هذا بِصُنع المَزِيد مِن الافلام التّي لا تُحِبها ؟

يَجَبَ أن أصّنِع الافَلام لأنِي أحُبها، انه عَمَل كثير. يجب أن تُحب ما يكون عليه الفيلم أكثر من مُجرد القَّول، " أوه، أنا أقوم بحكي قِصة عنّْ شيء." وحتى عِندما تصنعها لأجل النُقود عَليك أنّْ تَجِد شيء فِيها. أنه مِثل العَاهِرة-عليها ان تنام مع رجل، وتقول "حسنًا، لديه شَعَر جيَّد، وهو لَطِيف، وصوتُه جَمِيل" عليك ان تجَّد شيء جَيَد فِي اي شيء تفعله. لكن عِندمَا لا يجب عليك القيام به بعدها عليك اختيار الشي الذي تعتقد أنه مثير لاهتمامك.

-         ما الذي يثير اهتمامك؟

أريد تَعلمْ شيء. انها مُتعتي الحَقِيقة، عِنْدما تَفْهِم فِكرة او تَجِد اجَابَة عن سؤال مُحير. عِندما كُنت طِفل صَغِير كنت اعتقِد انه بأماكنك الحُصول على إجابة لكل الأسئلة. كُنت اظن أنه بإمكاني مَعرفِة منّْ هُو " الله " وسوف يُجِبك لماذا خَلَقك. تَعتقِد بأنك سوف تعرف إجابة كل هذِه الأسئلة لكنك لا تَفّعل. (ضحكات)


-  ما الذي تعلمته مِن صُنع فِيلم apocalypse now “؟

دلك الرجل، لقد كان مَحَّظُوظ بِنَجاحِه في السن 32 مع فيلم " العراب 
the godfather “الان يُريد انّْ يصنع فِيلم عن الفيتنام ولا أحد سوف يصله-ولا استديو سوف يُساعده ولا أحد من مُمثليه سوف يشاركه-وسوف يضع كل نقوده الخاصة، لصُنع الفيلم، وبَعَدهَا سوفَ يُلعن ويشتم مِن قبل كُتاب مجلة الـ variety لفعل ذلك. هذا سَخِيف، بَعَد ذلك الكُل يُحي سوبرمان الرجل بالبدلة المُضحكة الذي يَطِير في كل مَكَان، وهذه هو apocalypse now، هذا ما يدور عليه. وهذا هو ما تعلمه، اننا نعيش في عالم التَنَاقُضَات التَّي لا تُصدق والجَمِيع يتقبلها. انظر لمُنتجي الأفلام: ما الذي يسمحُون به في صِناعه الفيلم؟ فقط نوع واحد مِن الأفلام. عِندما يَذهبُ شَخَص لصنَاعة فِيلم شخَّصي مُستَقِل ومُختلف لا أحَدَ يُظِهر له اي اهتمام. –

-        اليوم تبدو هادِئ جداً، المَصَادر تقول بانك كُنت مُختلف منذ سنوات مضتّ. واضح بعد فيلم العراب وخِلال تصويرك لفيلم apocalypse now أصبحت مِثل نُسخة غريبة الأطوار عن الدون كورليوني؟

لقد تَدَربتُ وانَا أصَّغر فِي المَسَارِح وفي المَسَارِح نحنُ نعمل مثل العَائِلة. تذهب للبُروفة وتَذهبُ إلى الكافي بَعَد البروفة، تَقَعُ فِي حُب الفَتَاة الموجودة هناك. هذا رائع؛ أنتم معاً وتأثرون على الاعضاء الاخرين. عِندما ذهبتُ لمدرسة السينما كُل شَخَص كان وحِيد، كانوا يُحررون افلامهم، كانوا مُنفصِلين عن بَعَض. لِهذا عِندمَا نَجَّحتُ في فيلم العراب كُنت أقرب لأكون مِثل صانع المسرحيات ولذيّ أصدقائي المَجَانِين مِثل جُورج لوكاس أو مَارتِن سُكروسِيسِي. كُنت مُعجب بهما جدًا. ربما جاء كل شيء مِن هذا الإعجاب.

-        لقد قُلت ذَاتَ مَرة " السَّعادة هِي السَّعادة “؟

أحبُ هذا.


-   لأكون أدقْ ، مَاذَا كانت سعادتك القصوى قبل ثلاثين عام و حتى اليوم ؟

عِندما كُنت صغير، السعادة بالنسبة لي كانت حِين يَأتِي عَمِي، وعَمَتِي، وابناء اعمامي وكل العائلة في مَنزلنا. كُنا نّتعشى ونَشَربُ الواين وعصِير التُفاح-هذه سَعَادة. السعادة في نظري دائمًا مُرتبطة بالعَائِلة، ان نُحبَ بَعَضنا البَعَض، وان نَسَّتَمِر هَكذا. وأعتقدُ أن هَكذا مازالت السعادة عندي، ان تري الجميع في صِحَّة جَيَدة، والأطفال يقضونّْ وَقَت مُمتِع، ولا أحَدَ غَاضِب مِن أي أحد.


-  يُمكنك القول بأنك اقَلَ قَلقَ اليوم مِن ثَلاثِين عامًا مَضَي ؟


انا اقل قَلِق لأننِي حَظِيتُ بِمَهِنَة نَاجِحَة. كان هُناك وقت شعرتُ بالقَلِق لأن لذيّ أطفال. واحتاجُ لدعمهم وكُنت قلق جدًا. حَتَى فِي المَاضِي الناس قالت " لقد صَنَعتَ أفلام نَاجِحة. " ولكنّْ افلامي لم تكنّ ناجِحة.
 فِيلم "Apocalypse Now" كان مصدر قلق كبير بالنسبة لِي واخد مني وقت طويل. حَتَى فِيلم العَّراب حَصَل على تَقَارِير سيئة مِن قِبل مجلة الـ variety وقد أزعجني وأخافني ذلك بالطبع. حيث أن أفلامي حَصلت على اهتمام أفضل مَعَ مُرور الوقت. بَعَد عشر سَنوات الناس بدأت تقول اشياء أفضل عنها.



- هل تشعر بالرضي ان النُقاد أخيرًا لاحَظوا بَعَد زَمَن ان افلامك حقًا عَظِيمة ؟



كنتُ سَوف أشعَّر بالرِّضا عَدَا انهم يفعلون نفس الشيء الأن! حيثُ أدركتُ إنِ احَّتاجُ إلى عَشَرة سَنَواتٍ أخرى حَتَى يُلاحظون ان الذي أقوم بصنعه الأن مُثير للاهتِمام. لكنِ لا أعلم إن كان عندي الوقت الكافي للانتظار.


أجريت هذه المُقابلة علي موقع the talks بتاريخ 8 - فيبراير - 2012 
للقراءة النص الاصلي:
http://the-talks.com/interview/francis-ford-coppola
مقابلة: مع المخرج فرانسيس فورد كوبولا مقابلة: مع المخرج فرانسيس فورد كوبولا Reviewed by Roya on 3:35 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.